أستاذ في الشريعة: تحول “الفايد” من الأعشاب والتوابل إلى التشكيك في المعتقد والثوابت يستوجب تدخل السلطات
هوية بريس – عابد عبد المنعم
لازالت ردود الأفعال الغاضبة تتوالى حيال الخرجة الأخيرة للدكتور محمد الفايد.
الباحث في قضايا الأعشاب تجاوز في مقطع فيديو مهاجمة العلماء، ونقد كتب التراث والبخاري والأحاديث النبوية، ليتجرأ مباشرة على الله تعالى ويقول دون وازع ديني أو خلقي “مال هاد الله حتى يبتلي المؤمن.. لابد المؤمن يتبتلى..”.
وفي هذا الصدد كتب د.يوسف فاوزي “راسلني بعض الإخوة مؤخرا ليطلعني عبر مقطع فيديو بآخر خرجات المدعو الفايد تكلم فيه بطريقة أقل ما يقال عنها أنها فيها قلة أدب مع الله سبحانه وتعالى؛ وقلة دين وتعظيم لجنابه الجليل جل جلاله”.
وأضاف أستاذ الشريعة بجامعة ابن زهر بأكادير “أشهد الله أنني لم استغرب من هذه الخرجة الأخيرة للرجل؛ لأن المسلك الأخير الذي سلكه يدل على أن الرجل مع جهله وقلة بضاعته في الدين؛ قد تمكّن فيه الكبر والغرور الأعمى لدرجة الهذيان”.
وشرح الأكاديمي المغربي جوابا على سؤال توجهت به “هوية بريس” فهْمَ الفايد الخاطئ لمسلك الإيمان بالقضاء والقدر بقوله “إن المؤمن الموحد لله عز وجل من أبجديات إيمانه بربه سبحانه وتعالى أنه يؤمن بأن الله عز وجل من صفاته العلى الحكمة ومن أسمائه الحسنى الحكيم؛ فكل أفعاله سبحانه فيها حكمة عظيمة عرفناها أو لم نعرفها؛ فمن أدخله الله الجنة فبفضله وعدله؛ ومن أدخله النار فبحكمته وعدله؛ قال سبحانه (لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ)؛ والعقل البشري مهما حاول الإحاطة بالأفعال الإلهية لن يحيط بذلك جوابا؛ وهذه آية من آيات الإعجاز الدالة على الحكمة العظيمة في ملكوته سبحانه.
ثم إن القضاء والقدر سر الله في خلقه؛ يؤمن المؤمن الموحد أن الله خلق كل شيء بقدر معلوم؛ قال سبحانه (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)؛ فكل شيء في هذا الكون قدره سبحانه خيرا كان أو شرا؛ وكل ما في هذا القدر من هذا الخير والشر فيه حكمة بليغة له سبحانه؛ وتسليم المؤمن بهذا يجعله مطمئن البال منشرح الصدر؛ غير قلق ولا حيران؛ والقدر من علم الغيب الذي لا يعرف سره إلا هو سبحانه.
وهذا الذي نقوله لا تجد مؤمنا أميا فضلا عن متعلم فضلا عن عالم يناقش فيه أو يجادل؛ فالأميون اليوم أفضل إيمانا من الفايد ومن اغتر به؛ ولكنه الهوى الذي يعمي ويصم؛ نسأل الله السلامة والعافية”.
وختم د.فاوزي تصريحه بقوله “إن تحول الرجل من الأعشاب والتوابل إلى التشكيك في عقيدة المؤمن والثوابت الدينية منزلق خطير؛ يستوجب على المؤسسات الساهرة على حماية الأمن الروحي للمغاربة التدخل لوقف هذا العبث”.
تجدر الإشارة إلى أن الفايد سبق وعبّر في مواطن كثيرة عن جرأة في الحديث عن الخالق جل وعلا، وقال في إحدى خرجاته المثيرة “لو كنت إلاها لأدخلت أديسون الجنة بلا ما نتكلم معاه”، كما استفز ذات الشخص المغاربة والمسلمين عموما في معتقداتهم وأحكام دينهم، وهاجم بطريقة فجّة العلماء وأئمة المذاهب الأربعة بما فيهم الإمام مالك.
وفي هذا الصدد طالب عدد من المواطنين بإيقاف هذا العابث، الذي بات يحرق كل شيء حوله، عند حده، بتدخل السلطات المعنية بحماية الأمن الروحي، ومتابعة الفايد بازدراء الدين الإسلامي والتطفل على تخصصات لا قبل له بها.