أنتِ.. قدوتي!!
هوية بريس – وفاء الرزِييَّق
خاطبتني قائلة: أنتِ قدوتي في كل شيء…!
حينها لم أجد ما أقوله لها سوى: جزاكِ الله خيرا وبارك فيكِ..
لكنني بمجرد أن خلوتُ بنفسي، قلَّبتُ كلامها في عقلي تقليبا.. ولم أجد في نفسي شيئا أستحق من أجله أن أكون ((قدوة)).
.. وفرضا أنني أستحق ذلك، فإن الأمر صعب جدا والله، ومسؤولية عظيمة.
صعب أن تكون قدوة لمن يحيطون بك، خاصة إن كان أولئك ممن لا يستطيعون التمييز بين الصواب والخطأ وممن ينزهون قدوتهم تنزيها لا يليق بالمخلوقين… تنزيها يرون فيه الآخر (مثلهُم الأعلى) منزها عن كل زلة.
= فإن رأوا منه ذلك تعجبوا قائلين: دابا نتينا متدين!؟
ذاك صنف، والصنف الآخر بدوره لا يستطيع التمييز بين الصواب والخطإ، لكنه لا يَنبُذ ولا يستهزِئُ ولا يتعجَّب.. وإنما يقلد.. يقلد في كل شيء!
= فكل ما فعله ((القدوة)) فهو صواب وإن كان خطئا!
وسواء هذا أو ذاك، فعلينا أن نعي أننا محاطون ونتعامل مع أناس يختلفون في درجة وعيهم وحكمتهم وفهمهم وذكاءهم.
والحل = أن ننتبه لأخلاقنا، ولأفعالنا، ولتصرفاتنا، ولحركاتنا، ولكلماتنا، بل حتى لهيئاتنا..
لأننا بمجرد ما اخترنا طريق ((لا إله إلا الله، محمد رسول الله)).. ونذرنا لله أنفسنا: لم نعد نمثل أنفسنا فقط؛ بل صِرنا نمثل أمة بأكملها.. هي ((أمة الإسلام)).
فتذكري أختي: أنت الأُمة وإن كنتِ لوحدكِ..
حفظكِ الله ونصرَ بكِ دينه.