أنقرة ترفض مطالب دول حصار قطر

هوية بريس – الأناضول
عبرت أنقرة، الجمعة، عن رفضها للعقوبات التي فرضتها دول الحصار على قطر، ولمطالبها، فيما شددت الدوحة على أنها تواجه اتهامات باطلة وفبركات، مشيرة إلى أن دول الحصار عطلت جهودها في مكافحة الإرهاب.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، إن بلاده لا يمكن أن تقبل بمطالب الدول المقاطعة لدولة قطر، وخاصة المتعلقة بإغلاق القاعدة العسكرية التركية.
وأضاف أوغلو في مؤتمر صحفي مع نظيره القطري الشيخ محمد آل ثاني في العاصمة التركية أنقرة: “أودّ التأكيد على أنه لا يمكن القبول بالمطالب وخصوصا تلك التي تتعلق بقاعدتنا العسكرية في قطر”.
وأضاف: “لقد تمت الموافقة على إنشاء قاعدة عسكرية مشتركة.. القاعدة العسكرية التركية في قطر، ونحن في مرحلة تطبيقها”.
وأعرب جاويش أوغلو عن أمل بلاده في أن تلقى الأزمة، حلا بأقرب وقت ممكن في إطار الاحترام المتبادل والمساواة، مؤكدا أن تركيا دعمت من جهة وساطة دولة الكويت في تجاوز الأزمة، مبينا أن الرئيس رجب طيب أردوغان أجرى مباحثات مكثفة مع دول المنطقة في هذا الإطار.
وأردف: “إن اشتراط الدول الخليجية شرط كهذا (إغلاق القاعدة)، يتعارض مع سيادة الدولتين، ولا يحق لدولة ثالثة إملاء رأيها على قطر أو تركيا في هذا الموضوع”.
كما أعرب الوزير التركي عن تأييد بلاده لمساعي وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، لحل الأزمة الخليجية عبر التحرك مع دولة الكويت، مشيرا إلى أنه تباحث مع تيلرسون في إسطنبول، الأزمة الخليجية، قبيل جولته الأخيرة في المنطقة.
وأضاف أن “تيلرسون أوضح لنا لدى استقباله من قبل رئيس جمهوريتنا عن أهدافه من جولته للمنطقة، وتشارك معنا أفكاره، ونحن بدورنا أكدنا دعمنا له وأن مساعيه ستكون لها فائدة كبيرة”.
من جهته قال وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، إن “دول الحصار التي أطلقت على نفسها لقب الدول الراعية لمكافحة الإرهاب، تعطل جهود مكافحة الإرهاب التي تقوم بها بلاده” من خلال الإجراءات التصعيدية التي اتخذتها ضد الدوحة.
وفيما يتعلق بمطالب الدول المقاطعة (السعودية- الإمارات- البحرين- مصر) التي قدمتها عبر الوساطة الكويتية قال عبد الرحمن آل ثاني: “إذا كان هناك مطالب لدى دول الحصار فليتم تقديمها وفق أسس سليمة، وليس باتخاذ إجراءات غير قانونية بمحاصرة دولة”.
وأردف: “أطلقت (الدول المقاطعة) على نفسها الدول الراعية مكافحة الإرهاب وهي بهذه الإجراءات تعطل جهود مكافحة الإرهاب التي تقوم بها دولة قطر”.
وشدد آل ثاني على أن “الدول المحاصرة لم تجد دليلا (على اتهاماتها) حتى اليوم ولم تطلق إلا الاتهامات المرسلة واستمرت في إطلاق الفبركات” ضد قطر.
وأضاف أن “دولة قطر راهنت منذ بداية الأزمة على الوعي لدى الرأي العام العربي والدولي”، وأعرب عن “تقديره لمواقف كافة الدول الصديقة والشقيقة التي وقفت إلى جانب دولة قطر في هذه الأزمة”.
وأشار الوزير القطري إلى أنه تناول في إطار زيارته الحالية آخر تطورات الأزمة خصوصا الجهود التي يقودها أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بالتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف أنه بحث أيضا تطورات زيارة وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، إلى المنطقة مؤخرا.
وشدد آل ثاني على أن دولة “قطر أكدت في مباحثاتها مع الجانب الأمريكي على موقفها القاضي بأن أي أزمة يجب حلها من خلال الجهود الدبلوماسية ومن خلال الحوار البنّاء المبني على الاحترام المتبادل وأسس القانون الدولي واحترام سيادة الدول”.
وأفاد أنه “بالرغم من مرور 40 يوما على الحصار لم يتم إثبات تورط قطر بتمويل الإرهاب كما ادعت دول الحصار”.
وفيما يتعلق بتداول وسائل الإعلام أخبارا تتحدث عن فشل زيارة تيلرسون إلى المنطقة، أجاب آل ثاني: “لا يوجد هناك مقياس أو مؤشر لفشل زيارة السيد تيلرسون، والجهود التي يقوم بها مقدرة جدا وبالتعاون مع الكويت الشقيقة”.
وجدد أن “دولة قطر تعاملت مع الموضوع منذ بداية الأزمة بمسؤولية وبطريقة بناءة وإيجابية ولا زال هذا هو موقف دولة قطر الذي طرحته خلال زيارة السيد تيلرسون إلى الدوحة وخلال المتابعات المستمرة مع دولة الكويت الشقيقة في سبيل الوصول إلى نتيجة”.
ونوه الوزير القطري إلى الارتياح المتبادل بين قطر وتركيا على مستوى التقدم الذي تحرزه هذه الآلية من التعاون بين البلدين.
كما أوضح عبد الرحمن آل ثاني أنه بحث مع نظيره التركي، قضايا إقيلمية وعلى رأسها الوضع في سوريا وآخر التطورات التي حدثت بعد الاتفاق على مناطق خفض التوتر وتبادلنا الآراء تجاهها.
وفي ختام كلمته، أعرب عن شكره لنظيره التركي مولود جاويش أوغلو على استضافته في بلاده “في هذه الفترة المهمة التي تمر بها منطقتنا وكذلك بلادي”.
وأضاف: “أكرر شكري لجمهورية تركيا وللرئيس التركي والشعب التركي الشقيق على مواقفهم المبدئية فهم لم يساوموا مصالحهم بمبادئهم”.