دق معهد الأمن والثقافة الإسباني ناقوس الخطر مرسلا تحذيرات شديدة اللهجة للمسؤولين السياسيين والعسكريين بالبلد، بفعل التغيرات الجيوستراتيجية التي تعيشها منطقة شمال إفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، نتيجة لتعاظم مكانة المغرب سياسيا وعسكريا واقتصاديا.
وحذر محللو المعهد من تداعيات الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء، معتبرين أن الخطوة الأمريكية حررت المغرب من قيوده السابقة، وجعلته أكثر قدرة على فرض نفسه كفاعل أساسي بالمنطقة، خاصة وأن جميع المؤشرات تدل على أن الولايات المتحدة الامريكية ومعها إسرائيل سيعتمدان على الرباط كحليف استراتيجي لهم بالقارة الإفريقية وغرب المتوسط.
كما عبر المحللون عن قلقهم البالغ من عملية التحديث التي تعرفها مختلف قطاعات القوات المسلحة الملكية، والتي أبرمت مؤخرا مجموعة من الصفقات العسكرية، مكنتها من الحصول من الولايات المتحدة على سرب من طائرات إف 16 المتطورة، وعدد آخر من مروحيات الأباتشي القتالية، بالإضافة إلى مدرعات أبرامز، ونظام صواريخ أرض جو، وأخيرا طائرات درون قتالية من تركيا، وهو ما سيجعل الكفة تميل لصالح المغرب في سباق التسلح مع كل من الجزائر وإسبانيا.
وشدد المعهد على أن النجاحات الديبلوماسية للمغرب، والرفع السريع لقدراته العسكرية، سيؤديان لا محالة إلى حدوث عدم توازن استراتيجي قريبا، خاصة إذا أضفنا إلى ما سبق اسثمار المغرب في بنيته التحتية وتحديدا المينائية، وهو ما بدأ يؤثر بشكل سلبي على كبريات الموانئ الإسبانية التي كانت تسيطر على حركة الملاحة التجارية بغرب المتوسط، متوقعا أن تدفع هذه التطورات المملكة إلى توجيه أنظارها بشكل جدي نحو استرجاع مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين.