“إسرائيل الكبرى” ومفهوم الأمة: صراع عقدي عابر للحدود

17 أغسطس 2025 21:56
إسرائيل الكبرى، السيد

هوية بريس – علي حنين

ما يزال تصريح مجرم الحرب بنيامين نتنياهو حول مشروع “إسرائيل الكبرى” يثير جدلًا واسعًا، بعدما كشف عن بعد عقدي ديني للمشروع الصهيوني ممتد بين الماضي والمستقبل.


وفي هذا السياق اعتبر الشيخ الدكتور أحمد السيد أن هذا الخطاب الصهيوني يؤكد طبيعة الصراع بأنه صراع عقدي عابر للحدود، يستهدف الأمة الإسلامية برمتها.

وكان نتنياهو، في خطاب لافت، قد صرح بأن مشروع “إسرائيل الكبرى” ليس مجرد سياسة آنية أو توسع حدودي، بل هو رؤية دينية تاريخية تحمل في طياتها مسؤولية الأجيال للحفاظ على المشروع الصهيوني. وقال:

“لقد جنّدت نفسي وعائلتي لتحقيق هذا الحلم، وقدّمنا في سبيله تضحيات كبيرة، كما جنّدتُ الجيل القادم لحمل هذه الرؤية والرسالة والمشروع”.

هذا الطرح، كما أوضح الدكتور أحمد السيد، يكشف أن الخطاب الصهيوني يتجاوز حدود الدولة القُطرية الحديثة، حيث يوظّف الموروث العقدي والديني لتبرير الاعتداءات والتوسع.

ففي الوقت الذي تصف فيه بعض الأنظمة العربية الخطاب الإسلامي العابر للحدود بالتطرف وتكرّس جهودها لمحاربته، نجد أن الكيان المحتل يمارس ذات الخطاب، بل يترجمه إلى واقع من خلال اقتحام الحدود، وقصف الجوار، واستباحة البلاد والديار تحت ذرائع الأمن القومي أو استدعاء الموروث التاريخي.

وأضاف الدكتور السيد أن مواجهة هذا المشروع لا يمكن أن تتم بخطاب وطني ضيق، بل بخطاب جامع يستند إلى مفهوم الأمة الإسلامية في امتدادها التاريخي والحضاري.

فهذا المفهوم كان هو السائد عبر عصور الأمة، حيث تمازجت العقيدة والدين والتاريخ في صناعة الهوية الجامعة، وتربية الأجيال على التضحية والبذل في سبيل حماية الأرض والعقيدة.

وبيّن السيد أن هذا الطرح يتوافق مع الشرع والقدر معًا:

  • من جهة الشرع: جاءت نصوص الوحي مؤكدة على وحدة الأمة، وتشبيهها بالجسد الواحد والبنيان المرصوص، والدعوة للتناصر والولاء بين المؤمنين.

  • ومن جهة القدر: دلّت الأحاديث النبوية الصحيحة على أن صراع آخر الزمان سيكون صراعًا دينيًا عالميًا، حيث “يجمع الأعداء على أهل الإسلام ويجتمع لهم أهل الإسلام”، وهو ما يجعل المواجهة مع المشروع الصهيوني حتمية لا مفر منها.

وشدد الدكتور أحمد السيد على أن المعركة اليوم لم تعد تقبل الحياد أو الغفلة، مؤكّدًا أن “لا مكان في ساحة الصراع للغافلين ولا للتائهين، ولا لمن آثروا الدنيا على الآخرة”، فالصراع مع الاحتلال الصهيوني وجودي عقدي يستدعي تعبئة الأمة والتمسك بهويتها الجامعة.


ختاما

تصريح نتنياهو حول “إسرائيل الكبرى” يعكس بوضوح أن المشروع الصهيوني ليس سياسيًا فحسب، بل عقدي ديني ممتد، يهدد الأمة الإسلامية في حاضرها ومستقبلها.

ولذا فإن استعادة خطاب الأمة، القائم على الدين والهوية والتاريخ، بات ضرورة وجودية لمجابهة مشروع استعماري استيطاني لا يعرف حدودًا ولا يعترف بالحقوق.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
7°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة