إصدار جديد.. كتاب “المُعرِب عن أخطاء أهل المغرب” (صورة)
هوية بريس – متابعة
صدر حديثا للدكتور عبد القادر حيضر البنوري كتاب “المُعرِب عن أخطاء أهل المغرب.. في الأمثال والعقائد والمفاهيم الغرائب”، وهو كتاب من الحجم الكبير ضمّ أكثر من 400 صفحة.
وحسب المؤلف “يهدف هذا العمل بمادته الغنية، إلى التحذير من الألفاظ الشركية واللحن في العربية مع الإشارة إلى مخارج الحروف وضبط الكلمات، كما يبين لنا الألقاب والمصطلحات الموهمة التي يروجها ويتلاعب بها المستشرقون وأعداء الدين.
والألفاظ المشتهرة والمشار إليها ضمن الكتاب، يمكن تلخيص أهم مواضيعها في: التوحيد، والأمثال المتداولة على الألسنة التي تعارض قدر الله سبحانه وحكمته، وأركان الإيمان، ومعظم الألفاظ والأمثال في القضاء والقدر، والأدعية المبتدعة والمخالفة للشريعة، والفهم الخاطئ لبعض الآيات والأحاديث، وأخطاء في نطق لفظ الجلالة وبعض الأذكار، والسخرية والاستهزاء من بعض شعائر الدين وسنة النبي الأمين صلى الله عليه وسلم وممن استن بها، كالاستهزاء باللحية وتقصير الثوب وغير ذلك، والتحذير من بعض العبارات والأمثال التي تشجع على الطمع والرشوة، إلى غير ذلك من الآفات”.
ومما جاء في مقدمة الكتاب: “دس مصطلحات الثورة الأوروبية في الأمة الإسلامية و محاولة إسقاطها على الإسلام و شرائعه وعلمائه، والجدير بالذكر أن أساس الثورة الأوروبية هي ثروة العلماء المسلمين العلمية و ترجمة أعمالهم وطمس أسماء مؤلفيها، فعلى سبيل المثال لا الحصر ما قاله غيرنا كالمؤرخ الأمريكي ديفيد كينج أن نيكولاس كوبرنيكوس (1473–1543) سرق جل أعماله من العالم أبي الحسن علاء الدين بن علي بن إبراهيم بن محمد بن المطعم الأنصاري المعروف بابن الشاطر (704 هـ/1304 م-777 هـ/1375 م)، وقد نقل منه كذلك الرسوم الإهليليجية للكواكب، وبعدها عُثِر على مخطوطات عربية في جامعة كراكو البولندية التي درس فيها كوبرنيكوس و من بينها معادلات ابن الشاطر، وآخرون مثل ليوناردو دافينشي وغاليليو غاليلي و غيرهم اعتمدوا على نتائج أبحاث العلماء المسلمين و حذفوا أسماءهم، وهذا ما أكدته الأبحاث الألمانية في جامعة جوته في فرنكفورت التي تحتفظ بكتاب “العلم” -خمسة مجلدات- والذي يسميه الألمان “كنز الإسلام الكبير” ويُدَرَّس حاليا في الجامعة، وقام الدكاترة والباحثون بإعادة تصميم عدة أجهزة تقنية حسب مخطوطات علمية عربية من ضمنها أول قفل في العالم بالأرقام السرية أو القفل الرقمي من تصميم أبي العز بن إسماعيل بن الرزاز: العالم المخترع المسلم العربي المعروف بالجزري (المتوفى سنة 1206م)، وذالك قبل الثورة الأروبية بقرون. وجعلت جامعة فرنكفورت متحفا خاصا بالعلوم الإسلامية مكونا من طابقين وأربع عشرة غرفة موزعة على النحو التالي:
علم الفلك 1 – الكرات والمراصد الفلكية والقباب السماوية.
علم الفلك 2 – الآلات الفلكية.
تحديد الوقت 1 – الساعات المائية.
تحديد الوقت 2 – الساعات الشمسية، والساعات الرملية، والساعات الشمعية، وساعات أخرى.
الفيزياء 1 – أجهزة تقنية.
الفيزياء 2 – البصريات.
تقنيات الحرب.
العلوم البحرية – تاريخ البوصلة والملاحة.
أدوات هندسية.
نماذج معمارية.
قطع أثرية 1 – زجاج و خزف أوروبي على الطراز الشرقي.
كيمياء: آلات التقطير، الأفران ، مكبس، القوارير (فيال).
أدوات طبية.
قطع أثرية 2 .
إضافة إلى إنشاء معهد تاريخ العلوم العربية والإسلامية التابع لجامعة فرانكورت.
وقال المؤرخ الأمريكي و المتخصص في الخيمياء و علاقتها بالكيمياء القديمة في المفهوم الحديث و أستاذ العلوم الإنسانية في كلية تاريخ العلوم والكيمياء بجامعة جونز هوبكينز الأمريكية: لورنس إم برينسيبي Lawrence M. Principe في كتابه (الثورة العلمية): “ففي علوم الفلك، والفيزياء، والطب، والبصريات، والخيمياء، والرياضيات، والهندسة، تفوقت ‘دار الإسلام‘ على الغرب اللاتيني، ولم يتوان الأوروبيون في الإقرار بهذه الحقيقة، ولا في بذل جهودهم لتحصيل المعرفة العربية واستعابها.
بدأ الباحثون الأوروبيون حركة ترجمة كبرى في القرن الثاني عشر. قطع عشرات المترجمين -من الرهبان غالبا- الطريق إلى المكتبات العربية، لا سيما في الأندلس، وأنتجوا ترجمات لاتينية لمئات الكتب. ومما يلفت النظر لأهميته أن نصوص الكتب التي اختاروها للترجمة كادت تكون كلها في العلوم، والرياضيات، والطب، والفلسفة” اهـ.
ويقول الطبيب والمؤرخ الفرنسي وعالم الاجتماع غوستاف لو بون Gustave Le Bon (1841-1931م) في كتابه (حضارة العرب): “ولمدة خمسة قرون لم يكن للجامعات في الغرب أي مورد علمي سوى مؤلفات العلوم العربية الإسلامية”، وقال كذلك في حضارة العرب و المسلمين: “وإنهم هم الذين مدَّنُوا أوروبا مادة وعقلا وأخلاقا، وإن التاريخ لم يعرف أمة أنتجت ما أنتجوه في وقت قصير، وأنه لم يَفُقْهُم قوم في الإبداع الفني” اهـ.
وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن عبد الرازق الأندلسي الفاسي المراكشي في بحثه (إيضاح القول الحق في مقدار انحطاط الشمس وقت طلوع الفجر وغروب الشفق) قاصدا من يستدل بأقوال الغرببين مستغنيا عن العلماء المسلمين: “على أن كلامه فيه إشعار بأن علماءنا كأنهم لم يحققوا شيئا ولا أسسوا ما يذكر، وهذا فيه هضم لمجهودات أولئك العظماء الذين خدموا جميع العلوم وضحوا بحياتهم في سبيل العلم والمعرفة، ولكن العذر واضح؛ لأننا فرطنا فيما خلفه لنا أسلافنا العظام حتى صرنا عالة على الأروبيين وصرنا لا نرى ولا نعتبر إلا ما قاله الأروبيون مع أن الأروبيين إنما بلغوا ما بلغوا بما خلفه علماؤنا المخلصون من الكتب القيمة ومن الاختراعات البديعة التي احتفظ بها الأروبيون ونحن قد ضيعناها” اهـ.
وهذا لا يعني تبرير الكسل والركون إلى الماضي واتخاذ التاريخ مهما كان مشرقا وسادة تبتل بدموع بكائنا على الماضي حتى أصبحنا عالة على غيرنا نستهلك ولا ننتج، بل لنصنع مثل أسلافنا وأجدادنا، ونجعل من جهودهم زادا للتقدم والازدهار والرقي بالأمة.
وقد صدق من قال:
لسنا وإن كَرُمَتْ أوائلنا يومًا على الأحساب نتكل
نبني كمـا كانت أوائلـنا تبني ونفعلُ مثل ما فعلـوا”.