إعلان وجدة الثاني حول اللغة العربية يدعو للتمسك بها باعتبارها لغة العقيدة والحضارة والتاريخ والعلم والثقافة والعمق المغربي في الخارج
هوية بريس – عبد الله المصمودي
دعا إعلان وجدة الثاني حول اللغة العربية إلى التمسك بها باعتبارها لغة العقيدة والحضارة والتاريخ والعلم والثقافة، وباعتبارها اللغة الرسمية للبلاد بنص الدستور، وما لها من عمق استرتيجي للمغرب في أوروبا وإفريقيا والعالم العربي الإسلامي.
وهذا نص الكامل للإعلان:
“في إطار فعاليات “وجدة عاصمة الثقافة العربية لسنة 2018م”، وأسبوع اللغة العربية الذي يقام احتفاء باليوم العالمي للغة العربية، نظم الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية (منسقية الشرق)، وبشراكة مع:
– وزارة الثقافة والاتصال،
– ومجلس الجهة الشرقية،
– والجماعة الحضرية لوجدة،
– والمجلس العلمي المحلي لوجدة،
– وجامعة محمد الأول،
– وكلية الآداب والعلوم الإنسانية،
– والمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين للجهة الشرقية ،
– ورابطة التعليم الخاص بالمغرب فرع وجدة أنكاد،
الملتقى الجهوي الثاني للغة العربية في موضوع: “اللغة العربية في النظام التعليمي المغربي: الواقع والرهانات” يومي 28 و29 دجنبر 2018 بمركز الدراسات والبحوث الإنسانية والاجتماعية وجدة. وبمشاركة وطنية نوعية من الأساتذة الباحثين، وحضور جماهيري وإعلامي وازن، توجت أشغال الملتقى بتكريم:
– شخصية الملتقى: الأستاذ محمد العرابي رحمه الله، أحد أعلام الدفاع عن اللغة العربية بالجهة الشرقية،
– ومشروع الملتقى: مشروع الخليل لحوسبة اللغة العربية بكلية العلوم بوجدة،
– وإعلامي الملتقى: الأستاذ محمد حماد زروقي، مراسل جريدة العلم بوجدة.
وقد اغتنم المشاركون هذه الفرصة، من ربوع هذه المدينة المغربية الوحدوية، للإعراب عن مساندتهم الدعوة الملكية للمسؤولين في القطر الجزائري الشقيق للمراجعة الشاملة والاستراتيجية للعلاقات، والمستشرفة لمسيرة الاتحاد المغاربي، وذلك بما يؤهله لمواجهة التحديات الموروثة والأخطار المحدقة والمحيطة به، وعلى رأسها فتح الحدود البرية المصطنعة بين القطرين والشعبين الشقيقين، وإعادة الاعتبار لمدينة وجدة للمساهمة في ترسيخ العلاقات ودعم التضامن كما صنعت دائما خلال تاريخها المجيد.
وإذ يعلن المشاركون في الملتقى، تشبتهم بمضامين الإعلان الأول الصادر بتاريخ 22 أبريل 2010م، وتمسكهم باللغة العربية باعتبارها:
لغة العقيدة الإسلامية التي وحدت المغاربة على مر العصور،
ولغة الحضارة، والتاريخ، والعلم، والثقافة الأصيلة والمشترك الجمعي الوطني
ولغة رسمية للبلاد بنص الدستور والقانون،
ولغة العمق الاستراتيجي للمغرب في أوربا وإفريقيا والعالم العربي الإسلامي
واللغة التي تحتل اليوم موقعا متميزا بين اللغات العالمية في المحافل الدولية.
وتقديرا لأهمية التعليم في بناء السلوك اللغوي والاجتماعي والسياسي والهوياتي للإنسان، وإيمانا منهم بالارتباط الوثيق بين اللغة العربية والتعليم، يعلن المشاركون في الملتقى أنه:
لم يمر على الشعب المغربي، وعلى عموم الأمة، لحظة في تاريخها تعرضت فيها للهجوم المدبر والمخطط الذي يستهدف ضميرها ويهدد هويتها ومصيرها، ضدا على دستورها ولغتها ومدرستها، وقيمها المجتمعية، وذلك باصطناع تناقضات وهمية وصراعات مفتعلة مع شقيقتيها الأمازيغية والعامية المغربية، والتمهيد بذلك لسيادة الفرنكوفونية لغة وثقافة وقيما في الإدارة والاقتصاد والتعليم والإعلام والإشهار… وقد تمثل ذلك بدءا في الاجهاز على ظهير تأسيس أكاديمية محمد السادس للغة العربية، وتجميد مؤسسات التعريب والتطوير العلمي للعربية عن أداء أدوارها البحثية والأكاديمية، لصالح الفرنسة والتدريج وتوابعهما.
إن المشاركين في هذا المحفل اللغوي بوجدة، ليشيدون بالأنشطة التي عمت الوطن وشغلت المواطنين في البلاد والمهجر بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، ويعدونها بداية لتعميق الوعي وإيقاظ الوجدان قصد تحمل المسؤولية الثقافية والحضارية لمواجهة مخططات الاستعمار الجديد الهادف إلى نشر الفوضى وبث الفتنة وتفكيك الكيان. وهم إذ يباركون تلك الجهود البانية، يدعون الجميع إلى اللحاق بهم وتوسيع نطاق الانخراط في الدفاع عن الثوابت وتعميق أهدافها الإصلاحية الملحة.
دعوة العلماء والمثقفين وهيئات المجتمع المدني إلى اليقظة والتعبئة والوحدة لمواجهة الأخطار المحدقة بكيان الدولة الوطنية، وتوحيد الجهود بين مختلف المنافحين عن اللغة العربية والهوية الوطنية في جبهة وطنية صلبة، تتصدى للقضايا الخلافية الملغومة والمغلوطة التي تشكك في الموروث الروحي والفكري والوطني والحضاري، وتسفه رموزنا وتبخس مكتسباتنا وتهمش القيم وتحتقر المؤسسات وأدوارها المطلوبة والمأمولة.
الدعوة إلى إنشاء كتلة تاريخية جديدة وتوافقية بين كل أطياف المجتمع الديمقراطية من أجل إيجاد أرضية للعمل المشترك في قضايا اللغة والهوية والمجتمع، تكون قادرة على صد أي هجوم على مقومات الوطن ورموزه وقيمه ومقدساته.
لا يمكن الحديث عن تنمية وتشغيل بدون ديمقراطية تمثيلية، وبدون تعليم وطني شعبي ديمقراطي واحد، بلغة واحدة وموحدة، عصرية ومنفتحة على العلم والثقافة في العالم، وليست تبعية مقتصرة على لغة أجنبية واحدة ووحيدة، لم يعد لها أي بريق في مجالات البحث العلمي والتواصل الدولي.
رفضهم التام لصيغة مشروع “القانون الإطار” المعروضة على البرلمان باعتباره تتويجا لمرحلة من الردة عن الهوية المغربية ومقوماتها الحضارية، ومكرسا لمنطق الهيمنة الفرنكفونية، من خلال اعتماد لغة تحمل الكثير من التدليس والتضليل، ودعوتهم جميع أعضاء الهيئة التشريعيةوممثلي الأمة إلى رفضه وعدم التصويت عليه.
تشبتهم بالظهير المؤسس لأكاديمية محمد السادس للغة العربية، ورفضهم الانقلاب عليه من خلال مشروع قانون المجلس الوطني للغات والثقافات الوطنية، ومطالبتهم بتعديل شامل للمشروع، حتى يتوافق مع مقتضيات الدستور وخدمة اللغة العربية.
إدانة المحاولات المتتابعة لفرض الأمر الواقع الذي تسلكه وزارة التربية الوطنية والمؤسسات المشرفة على الشأن التربوي، للتمكين للفرنسية، مسجلين أن نجاح المدرسة المغربية لا يمكنه أن يتوسل بلغة أجنبية، أو بإدراج مفردات من العامية عنوة في المقررات، أو الخلط عن قصد بين لغة التدريس وتدريس اللغات، أو التورية عن اللغة الفرنسية بكلمة اللغات الأجنبية… لأن قضية اللغة هي قضية استراتيجية بالنسبة للدولة المغربية، فهي قضية مصيرية لا تقل أهمية وخطورة عن قضية تحرير الوطن وتوحيد أراضيه وشعبه.
وحرر بمدينة وجدة المقاومة بتاريخ 29 من دجنبر2018م
الائتلاف الوطني من أجل اللغة العربية، المنسقية الجهوية للشرق”.