إقحام فرنسا لسفارتها بالمغرب في قضية داخلية.. جامعي يكشف الخلفيات
هوية بريس- متابعة
اعتبر عمر الشرقاوي، الأستاذ الجامعي والمحلل السياسي، أنه “في الوقت الذي كان ينتظر فيه الجميع أن تخرج وزارة الخارجية الفرنسية بتوضيح رسمي حول حيثيات قرار إلغاء مقابلة تلفزيونية لقناة فرنسية مع زعيم جمهورية القبائل فرحات مهني، تفاجأ الرأي العام الوطني ببيان نفي على لسان السفارة الفرنسية بالمغرب تكذب فيه بعض المقالات الصحفية والتدوينات على مواقع التواصل الاجتماعى.
وأوضح الشرقاوي، أنه “حقا أنه من غرائب الممارسة الديبلوماسية ما ذكرته السفارة الفرنسية ببلادنا، بينما كان من المفروض على سفارة فرنسا في الجزائر أو وزارة الخارجية الفرنسية نفسها أو القناة الفرنسية أن تصدر البيان التوضيحي.
ولفت المحلل السياسي، في تدوينة على “الفايسبوك”، أنه “من الغريب حقا وصدقا، أن يصدر هذا الكلام عن سفارة بدولة لا علاقة لها بالموضوع، فمتى كانت السفارة الفرنسية بالمغرب أو غيرها من الدول تكذب أخبار تهم دولة لا تدخل ضمن مجالها الترابي، معتبرا أن الأدلة الصارخة تظهر تدخل الرئاسة الفرنسية من أجل إلغاء المقابلة التلفزية، بناء على اتصال من الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون.
وأضاف المحلل السياسي، “أن ما فعلته سفارة فرنسا بالمغرب بخصوص تكذيب شأن سياسي وحقوقي وقع بالأراضي الفرنسية ويتعلق بالجزائر، يؤكد أن فرنسا تعيش حالة من اللخبطة الديبلوماسية اتجاه بلدنا تدفعها إلى نهج لعبة خلط الأوراق وإقحام المغرب دون مبرر وسط ملف لا صلة له به لا من قريب ولا من بعيد، للتغطية على قرار المنع وازدواجية معايير جمهورية الأنوار وضربها لمبدأ حرية الصحافة الذي تظل كل يوم تعطي فيه الدروس للعالم.
ونبه الشرقاوي، إلى أنه “واهم من يعتقد أن فرنسا جنة ديمقراطية وحرية الصحافة، فهي يمكن أن تفعل أي شيء، واتخاذ كل ما يلزم من قرارات لممارسة الرقابة على وسائل الإعلام داخل حدودها من أجل عدم الإضرار بمصالحها العليا، فلا شيء لديها يعلو عن مصلحة فرنسا حتى وان تعارضت مع قيم جمهورية الأنوار وهذا حقها على كل حال.
وختم الشرقاوي، تدوينته بالقول “أن ما صدر من سفارة فرنسا بالمغرب يعكس حالة الانسداد الديبلوماسي التي تمر منها العلاقات المغربية الفرنسية اليوم، وما يرافقها من تعقيدات وضربات تحت الحزام ، والمؤكد أن فرنسا هي المسؤولة عنها، مسؤولية مباشرة وصانعة بقوة حالة التشنج الديبلوماسي، أو بعبارة أخرى ان باريس تريد مصالحها دون تقديم أي مقابل للآخرين، وهو ما يجعلها في علاقتها ببلدنا لا تظهر عقلانية في الممارسة الديبلوماسية، بل لا تتحرج من قرارات ديبلوماسية اكثر غرائبية كما وقع مع بلاغ سفارتها بالمغرب.
من جانبها عبرت الحكومة المغربية الخميس عن استغرابها مما أقدمت عليه السفارة الفرنسية في الرباط. وقال الناطق الرسمي باسم الحكومة مصطفى بايتاس “أنا أتساءل هل هذا يدخل في إطار الأعراف، وأتساءل مرة أخرى هل السفارات عادة تقوم به، وهل أن سفارات فرنسا في مختلف دول العالم تقوم بمثل ما قامت به سفارتها في المغرب؟”.