اجتماع طارئ بمجلس الأمن بشأن الغوطة
هوية بريس – وكالات
أفاد مراسل الجزيرة أن مجلس الأمن سيعقد اليوم جلسة طارئة لبحث التطورات في الغوطة الشرقية بناء على طلب روسي في حين دعت فرنسا وإيطاليا والسويد ومصر إلى هدنة إنسانية عاجلة.
وقال السفير الروسي في الأمم المتحدة فاسيلي نيبنزيا في كلمة بالمجلس المؤلف من 15 عضوا “هذا ضروري نظرا للمخاوف التي سمعنا بها اليوم حتى نتأكد من قدرة جميع الأطراف على عرض رؤاهم وفهمهم لهذا الموقف والوصول إلى سبل للخروج منه”.
ودعا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إعلان هدنة إنسانية بالغوطة الشرقية في سوريا للسماح بإجلاء المدنيين منها.
وندد ماكرون “بشدة” بهجوم النظام السوري على “المدنيين” في الغوطة، وقال للصحفيين إن “فرنسا تطلب هدنة في الغوطة الشرقية بهدف التأكد من إجلاء المدنيين وهو أمر ضروري، وإقامة كل الممرات الإنسانية التي لا بد منها في أسرع وقت”.
وأضاف أن فرنسا تبقى ملتزمة بالكامل في إطار التحالف الدولي في سوريا لمكافحة من وصفهم بالإرهابيين، لكنه شدد على أن ما يحدث في الغوطة الشرقية “مدان بشدة من جانب فرنسا”.
وكان وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان دعا أيضا قبل ذلك إلى هدنة إنسانية في الغوطة، وقال إنّ الوضع في سوريا يتدهور بشكل كبير، محذرا من فاجعة إنسانية إذا لم تطرأ عناصر جديدة.
من جانبه، ووجّه وزير الخارجية الإيطالي أنجيلينو ألفانو نداء عاجلا إلى الجهات الدولية للعمل على وقف المأساة في الغوطة، محملا النظام السوري المسؤولية عنها.
وطالب ألفانو الجهات الفاعلة الدولية والإقليمية والجهات المعنية (الأممية والحقوقية)، لا سيما البلدان الثلاثة الراعية لمجموعة أستانا (روسيا وإيران وتركيا)، للعمل على وقف المأساة الجارية في الغوطة.
من جهتها، وصفت برلين حملة النظام السوري على الغوطة بأنها تستهدف الشعب وليس الإرهابيين، جاء ذلك في كلمة للمتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفان زايبرت.
وطالب زايبرت روسيا وإيران بالتأثير على الرئيس السوري لإنهاء هذه العملية، وقال لولا الدعم الذي تلقاه من الحليفين (روسيا وإيران) لما كان النظام السوري قويا من الناحية العسكرية كما يبدو اليوم.
وفي السياق، أعرب مندوب السويد في مجلس الأمن الدولي عن أمله في التصويت على مشروع القرار الذي قدمته بلاده والكويت، والذي يطالب بوقف إطلاق النار في سوريا لمدة شهر.
كما دعت مصر أطراف النزاع في سوريا إلى هدنة إنسانية عاجلة، لإدخال المساعدات وإجلاء الجرحى والمصابين من الغوطة.
مناشدة
وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش جميع الأطراف المعنية في سوريا تعليق جميع أنشطتها الحربية في الغوطة الشرقية، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى المنطقة وإجلاء المصابين.
وقال خلال جلسة لمجلس الأمن بشأن صون السلم والأمن الدوليين، إنه يشعر بحزن عميق إزاء المعاناة الملحة للسكان المدنيين الذين يبلغ تعدادهم نحو أربعمئة ألف في الغوطة الشرقية، واعتبر أنهم يعيشون في الجحيم على الأرض.
من جهتها، قالت منظمة العفو الدولية في بيان لها “إن الحكومة السورية -وبدعم من روسيا- تستهدف عمدا شعبها في الغوطة الشرقية”، مضيفة أن أهل الغوطة لم يعانوا حصارا قاسيا خلال السنوات الست الماضية فحسب، بل إنهم محاصرون الآن تحت وابل يومي من الهجمات التي تتعمد قتلهم وتشويههم وتشكل جرائم حرب سافرة، على حد وصف البيان.
وفي وقت سابق اليوم طالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر بالدخول فورا إلى الغوطة الشرقية لنقل المساعدات، خاصة لذوي الإصابات الخطرة ممن يحتاجون العلاج.
واعتبرت أن ما يجري في الغوطة يكشف أقبح وجه للإنسانية، ودعت كل من يقاتلون إلى ضبط النفس واحترام القوانين الإنسانية الدولية عند استخدام أسلحتهم.
ومنذ أشهر، تتعرض الغوطة الشرقية لقصف متواصل جوي وبري من قبل قوات النظام والمقاتلات الروسية، مما أسفر عن مئات القتلى.
وتقع الغوطة الشرقية ضمن مناطق خفض التوتر التي تم الاتفاق عليها في مباحثات أستانا عام 2017.
وتعتبر المنطقة آخر معقل للمعارضة قرب العاصمة دمشق، وتحاصرها قوات النظام منذ 2012، حسب الجزيرة.