اسجدوا عند عتبة القاتل الجلّاد إن رضي عنكم

هوية بريس – إلياس الرشيد
بكل أسى، نرى بعض “أئمة أوروبا” وقد لبسوا ثياب التسامح المكوية بنار السذاجة، خيطت من قماش الخيانة، ورُقّعت بخيوط الغفلة، فلا هي تستر سوءة الموقف، ولا تغطّي عورة الرضا بالجريمة.
وسفن “الحوار” التي أبحرتم بها، مثقوبة الشراع، تهبّ عليها ريحٌ صهيونية صِرفة، سمتها: تبييض وجه المحتل وتمجيد إرهابه، وتسويد وجه الأمة وخيانة قضيته.
تُساقون إلى موائد القتلة، وتُدعون تحت لافتة “السلام”، فإذا بكم تؤنسون الوحش، وتطمسون صرخة الضحية، ثم تهمسون بخجل: “ربما نُقرّب المسافات”.

أفلا نخبركم بما أن ذاكرتكم قصيرة أن “التعايش” لا يكون مع دبابة، وأن التسامح لا يُبنى فوق ركام البيوت، ولا تُعقد المصافحات على جماجم الرضّع؟
وكم هو مخزٍ… أن تُحمل العمائم لا إلى ساحة الحق، بل إلى مائدة اللئام.
وكما أن القلم لا يصنع كاتبًا إذا كان مداده من خنوع، فكذلك العمامة والجلباب لا يصنعان إمامًا إن فُقِدت الرجولة وسُلبت كرامة الإيمان.
لبئسَ لباسُ الواعظينَ عمائمٌ
إذا ارتُديتْ لتمجّدَ السفّاحا
لكن لا عليكم، فالتاريخ يسجّل، وليس كل من رفع شعار “السلام” كان من أهله.
فامضوا حيث شئتم،
واسجدوا عند عتبة القاتل الجلّاد إن رضي عنكم.
ومن يهن يسهلِ الهوانُ عليه
ما لجرحٍ بميتٍ إيلامُ



