الأستاذ درواش يعلق على وفاة بنجبلي

03 أبريل 2025 21:31

هوية بريس – نور الدين درواش

وفاة سعيد بن جبلي الذي كان طالبا في فوج يلي فوجي بشعبة الدراسات الإسلامية بجامعة شعيب الدكالي بالجديدة نهاية القرن الماضي، وقد كان حينها عضوا نشيطا في جماعة إسلامية، وكان مثالا للشاب الطموح الذي ينبض بالعاطفة الجياشة للإسلام وقضايا المسلمين قبل أن ينضم لحركة 20 فبراير ثم يلتحق بالولايات المتحدة الأمريكية ليعلن مروقه وانحرافه وانتكاسته تدريجيا لينتهي في أتون الإلحاد وادعاء النبوة والجنون…

ومع أن بن جبلي لم يكن يوما ذا ثقافة شرعية قوية ولا أصيلة ولا متينة ولا صحيحة إلا أن موته على الإلحاد يجعلني اقف مع هذا الأمر من ثلاث جهات:

الأولى: أنه لا أحد يملك لنفسه الثبات على ما يعتقده حقّا وصوابا، والمُثَبت من ثبته الله، ولهذا كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: “يا مقلِّبَ القلوبِ ثَبِّتْ قلبِي على دينِك“. [الترمذي].

ولن يكون بن جبلي في مستوى من حفظ التاريخ ذكر انتكاساتهم من بلعام بن باعوراء وإلى عبد الله القصيمي ومن سبقهما ومن جاء بينهما ومن لحقهما.

الثانية: أن على المسلمين والشباب بخاصة أن يبتعدوا عن الشبهات في الواقع والمواقع والقنوات والكتب وغيرها، فلا أحد يأمن على نفسه الزيغ، والسلامة لا يعدلها شيء، وليكن نبراسنا وصية شيخ الإسلام ابن تيمية لتلميذه ابن القيم:

لا تجعل قلبك للإيرادات والشبهات مثل الإسفنجة، فيتشرَّبها؛ فلا ينضح إلا بها، ولكن اجعله كالزجاجة المصمتة، تمرُّ الشبهات بظاهرها ولا تستقر فيها؛ فيراها بصفائه، ويدفعها بصلابته؛ وإلا فإذا أَشربْتَ قلبك كل شبهة تمرُّ عليها صار مَقرًّا للشبهات“.

الثالثة: أن خصوم الإسلام وأعداءه ماضون إلى مزبلة التاريخ وأنهم ملاقو جزاء ظلمهم وانحرافهم وفسادهم، وكفرهم بالله وجرأتهم على الله وشرعه، أما الإسلام فهو باق إلى قيام الساعة، لا يتزحزح ولا يتزعزع ولا ينمحي حفظا من الله له ليبقى منارة للناس وهدى للعالمين.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
21°
18°
الأربعاء
20°
الخميس
20°
الجمعة
20°
السبت

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M