الأنظمة العربية أصبحت بارعة في عناوين القمم العربية

هوية بريس – إدريس الكنبوري

أكثر شيء أصبحت الأنظمة العربية بارعة فيه هو عناوين القمم العربية، لديهم عدة أنواع من القمم، القمة العادية والقمة الطارئة والقمة الاستثنائية والقمة العربية الاسلامية المشتركة، أربعة أنواع من المخلوقات لا واحدا منها لديه رجلان.

العصر تطور وأصبحت الدول الحقيقية تحل المشكلات بمكالمة هاتفية وتتخذ القرار وتنفذه بمجرد ورقة صغيرة، والدول العربية تتحدث قمة قبل عام وتحضر لها في خمسة أشهر ويسافر قادتها طيلة ثلاثة أيام وتجتمع في يومين ثم تخرج بلا شيء، طائرات وفنادق وفلوس وخدم وحشم وماساج وطباخون بلا فائدة.

القمة العربية الطارئة، النوع الثاني، انتهت اليوم في القاهرة ببيان ختامي مترجم من الإنجليزية إلى العربية، وسوف يترجم إلى العبرية غدا، لأن اللغة العربية مجرد قنطرة.

أن تكون عربيا اليوم معناه أن تعاني حتى يأتيك اليقين، فقد أصبحت هذه الدول العربية مخجلة لكل مواطن عربي، وصارت القمم العربية وسيلة للتعذيب والشعور بالحكرة.

يعتقد الكثيرون أن هذه القمة عقدت من أجل فلسطين، وهذا كذب، فقد عقدت من أجل الدول العربية الخائفة من خطة ترامب، خصوصا مصر والأردن، ومن أجل ذلك قدمت هدية إلى إصرائيل حين نصت على إدارة غزة من طرف السلطة الوطنية الفلسطينية دون حماس، وهو ما كانت إصرائيل تقوله منذ عامين، لذلك كان البيان الختامي ترجمة من الإنجليزية، وهي اللغة التي يتفاهم بها نتنياهو مع ترامب. إنها قمة تنفيذية لقرارات أمريكية.