الاستعداد لفتح المساجد.. دروس وعبر

هوية بريس – د.يوسف فاوزي (أستاذ بكلية الشريعة جامعة ابن زهر أكادير)

لقد نزل خبر فتح المساجد للصلوات الخمس ابتداء من يوم الاربعاء 15 يوليوز المقبل بردا وسلاما على أفئدة الكثير من المغاربة، ولله الحمد والشكر أولا وآخرا، وأود تسجيل النقاط التالية:

1- إن هذه الفترة التي أغلقت فيها المساجد بسبب الوباء تذكير بنعمة الله علينا نحن معشر المغاربة، فبلدنا ولله الحمد بلد الاستقرار، وهو ما افتقدته الكثير من الدول المسلمة التي عصفت بها الحروب، فعطلت فيها المساجد، بل إن الكثير من مساجدها هدمت وسويت بالأرض بسبب الحروب، فحري بنا أن نحمد الله تعالى على هذه النعمة، فإلى عشاق الثورات، انتبهوا من مآلات مفارقة الجماعة ونار الفتنة العمياء.

2- اذكر إخواني وأخواتي ممن سيترددون على المساجد الأسبوع المقبل ان شاء الله، بأن نكون قدوة لغيرنا في التزام قواعد السلامة، فبيوت الله وأهلها أولى بالنظام، وعيب أن تكون بقية المرافق العمومية منظمة وبيوت الله فوضى!! والمسؤولية ليست مسؤولية وزارة الأوقاف فقط، بل هي مسؤولية مشتركة، المواطن رأس الحربة فيها.

3- يجب على الوزارة الوصية أن تستفيد من هذه التجربة، فالمساجد أغلقت قرابة الثلاثة أشهر أو تزيد، والبيان الصادر عنها اليوم يفيد أن فتحها للمساجد سيكون بعد أسبوع، ليتسنى لها إعداد وتنزيل خطة الإجراءات الإحترازية بالمساجد، فلماذا لم تقم الوزارة طيلة الثلاثة أشهر بإعداد خطة لما بعد الفتح؟؟!!.

4- أنصح رواد مواقع التواصل الاجتماعي بتجنب التعليقات السخيفة، من قبيل: هاهي ذي المساجد ستفتح سنلتقي في صلاة الصبح لننظر هل سيحضر من طالب يفتحها!!!
هذه تعليقات تتم عن أزمة في الأخلاق والحوار وفهم مغلوط للتعبد، ولله المشتكى.

5- تقاطرت تعليقات عبر مواقع التواصل الاجتماعي في انتقاد بلاغات المؤسسة العلمية، وأنا أرى بغض النظر عن جودة هذه البلاغات ومضمونها العلمي، أن ترك النقد هنا أولى وأسلم، حرصا على جمع الكلمة ووحدة الصف الداخلي للأمة، والمجالس العلمية المحلية لا تخلوا من أهل العلم والفضل، واحترامهم من أخلاق أهل السنة والجماعة الذين هم أرفق الناس بالناس، والخلاف سنة الله في خلقه.

أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرزقنا حسن النية وسلامة المقصد وقبول العمل، وأن يرفع عنا الوباء والبلاء.. آمين.