التطبيع مع إسرائيل ليس شيكا على بياض!

09 يوليو 2023 20:36

هوية بريس – الصادق بنعلال

ندد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، بالهجمات الإسرائيلية بجنين، وأكد أن “القضية الفلسطينية تبقى من أولويات الشعوب العربية، كما أن هناك إجماعا دوليا على ضرورة وجود حل بين الدولتين”.

والواقع أن الشعب المغربي قاطبة لا يقبل بحال من الأحوال هذه الغطرسة الإسرائيلية واعتداءها الغاشم والدائم على الفلسطينيين. و”الاتفاقات الإبراهيمية” التي أبرمتها دول عربية مع إسرائيل وأمريكا ليست شيكا على بياض، بقدر ما أنها إشارة واضحة من الصف العربي المعتدل إلى أن الرغبة في السلام الشامل مع إسرائيل ثابتة ومقررة، دون أن يعني ذلك الاستسلام لمخططاتها الاستعمارية، وانتهاكاتها الممنهجة لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق.

وفي الأثناء، منذ أن تم إعلان إعادة العلاقات بين المغرب وإسرائيل (2020) وهذه الأخيرة مترددة متلكئة غير متحمسة للاعتراف بمغربية الصحراء! صحيح المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها، ولسنا في حاجة إلى الاعترافات الأجنبية بوحدتنا الترابية التي تعلو ولا يعلى عليها، لكن السؤال المطروح: ما قيمة هذا “التطبيع” مع دولة تستهتر وتشترط وتدرس من أجل اتخاذ “القرار النهائي في منتدى النقب” بعد مرور سنتين ونصف؟ ماذا كانت تفعل إسرائيل طيلة هذه المدة الزمنية الطويلة جدا؟ هل تعود الحكومة الإسرائيلية المتطرفة إلى نهج المماطلة والتسويف في موضوع مغربي لا يقبل سوى القرار الواضح الصريح الداعم للوحدة الترابية للمملكة؟

واليوم وبعد أن أعربت جل الدول العظمى عن مساندتها ودعمها للحل المغربي الواقعي والعقلاني المتمثل في الحكم الذاتي الموسع، ونخص بالذكر قرار الرئاسة الأمريكية التي أصدرت مرسوما رئاسيا يقضي باعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بسيادة المملكة المغربية الكاملة على كافة منطقة الصحراء المغربية، فضلا عن عديد الدول الغربية الفاعلة مثل ألمانيا وإسبانيا وإيطاليا، فلا يسعنا كمغاربة إلا أن نعبر عن ارتياحنا بهكذا قرار يؤكد الحقيقة التاريخية الثابتة؛ حقيقة مغربية الصحراء، لكن دون أن يعني ذلك بحال من الأحوال التخلي عن المبادئ والقيم والمواقف المتوازنة التي طالما دافع عنها المغرب إزاء القضية الفلسطينية المقدسة.

فنحن الآن أكثر إصرارا على تقديم كل ما من شأنه أن يدفع بعملية السلام في الشرق الأوسط، والذود بحماس ومسؤولية عن عدالة المسألة الفلسطينية، بهدف بلورة حل دائم وشامل يقوم على وجود دولتين جارتين، والحفاظ على الوضع المخصوص للقدس الشريف. لقد عانى الشعب الفلسطيني الشقيق عقودا تحت أشكال من الظلم والحرمان والاضطهاد، وهو في أمس الحاجة اليوم قبل الغد إلى معانقة قيم العدل والحرية والاستقرار!

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M