الحرية الفردية.. وحرب المصطلحات
هوية بريس – د.محمد عوام
لا يخفى أن المصطلحات تعبر عن ثقافة أمة أو مجتمع ما، فهي تشكل بنية التفكير وأساس العقيدة، وهوية الأمة، من هنا نرى أن دعاة الحرية الفردية الجنسانية يشنون حربا اصطلاحية على المصطلحات الإسلامية، التي لها دلالة قوية جدا في الوعي الإسلامي والجمعي، ولها أيضا أثر نفسي لا ينكره أحد، لكن دعاة الحرية الفردية أتوا بمصطلح غريب ودخيل وهو ما أسموه بـ”العلاقات الجنسية الرضائية”، نسفا للمصطلحات الإسلامية مثل الزنا، واللواط، والسحاق، والمقصود بالرضائية عندهم أن تتم برضى الأشخاص الراشدين، ومادام برضاهم فلا دخل لأحد فيهم، لا قانون، ولا عرف اجتماعي، ومن باب أولى الدين نفسه.
والمقصود الثاني عندهم من المصطلح طمس أثر المصطلح الإسلامي وقوة فاعليته في نفس المسلمين، الذين يعلمون علم اليقين أنه بالرغم من مخالفة بعضهم أو سقوطه في ارتكاب معصية كالزنا مثلا، لكن شعور الفرد بالذنب قابع في النفس، بمجرد ما يسمع بالمصطلح الإسلامي الزنا وغيره، وإذا ما استبدلت هذه المصطلحات بغيرها مما يزين الفواحش والمنكرات، فلا جرم أنه سيحصل تطبيع مع المنكرات والفواحش، هذا التطبيع ستكون له آثار سيئة على المجتمع، لذلك نعتبر تغيير المصطلحات والحرب على المصطلح الإسلامي بداية انقلاب الموازين والتصورات التي بها يزن المجتمع ويحكم على الأفكار والتصرفات، وهذا ما يطمح إليه دعاة الحرية الفردية الجنسانية، ومن وراءهم من الغربيين.
لذلك نعتبر تغيير المصطلح الإسلامي بمثابة تغيير خلق الله، فهذا من ذاك، فالله سمى الزنا زنا فلا يحق لأحد أن يغير هذا الاسم، وهكذا دواليك مع كافة المصطلحات الإسلامية، فهكذا خلقت، وتناقلتها الأجيال حتى صارت معلومة ضرورة، إلى أن جاء دعاة الحرية الجنسية والإباحية فأرادوا تغييرها، (فلغيرن خلق الله)..