بعد أن نشرت منابر إعلامية أن قدماء من حركة “التوحيد والاصلاح”، زاروا عبد الاله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية في بيته مساء الثلاثاء الماضي، وذلك من أجل إبعاد ما أسموه “تهمة اصطفاف أعضاء بارزين ومؤسسي “التوحيد والاصلاح” من المشاركة فيما يتعرض له بنكيران من حملات التحريض ضده أو التشكيك في وضعه النفسي أو اتهامه بجر الحزب نحو الصداع مع الملكية”..
وبعد أن قالت المصادر ذاتها أن تسريب صور الزيارة المذكورة يدخل ضمن “الحرب الإعلامية التي يخوضها بنكيران ضد قيادات التوحيد والاصلاح المعارضة لترشحه لولاية ثالثة.. وأن هذه القيادات اختارت معارضة بنكيران كاستجابة “قسرية” منها لمساعي السطلة لضرب استقلالية قرار الحزب الذي يقود الحكومة، وتهميش دور بنكيران، الذي أظهر خلال خطاباته الأخيرة معارضته للقصر في عدد من القضايا، ودعوته لإصلاح دستوري يسمح بفصل حقيقي للسلط”.
بعد كل هذا أكد ذ.عبد الرحيم الشيخي رئيس حركة التوحيد والإصلاح لـ”هوية بريس” أن كل ما ورد ذكره في الخبر غير صحيح، وأن الزيارة كانت أخوية وعادية، وأن كثيرا من الناس إلى اليوم ومن شتى الأطياف يزورون ذ.عبد الإله في بيته.
الشيخي أكد أن الحركة لم تتبنى إلى حدود الساعة أي موقف إزاء الولاية الثالثة لبنكيران، ولم تتدارسها هيأتها على الإطلاق، وأضاف بأن الأمر يعني بالدرجة الأولى حزب العدالة والتنمية وهو من عليه أن يحسم في الأمر لا غيره.
وجوابا على تصريحات أعضاء حركة التوحيد والإصلاح بخصوص الولاية الثالثة لبنكيران، قال الشيخي بأن من ورد ذكرهم في الخبر مثل امحمد الهلالي وأحمد الشقيري الديني أعضاء في الحركة كما هم أعضاء في حزب العدالة والتنمية أيضا، وهم يعبرون عن آرائهم من موقعهم السياسي وهذا حقهم ولا يلزم الحركة، لأن حركة التوحيد والإصلاح تعبر عنها بياناتُها وبلاغاتها التي تصدرها.
ذ.عبد اللطيف السدراتي، الذي كان عضوا في الوفد الذي زار بنكيران في بيته، أكد بدوره لـ”هوية بريس” أن اللقاء كان عاديا جدا، وأن الوفد ضم أعضاء من الشبيبة الإسلامية والجماعة الإسلامية وحركة التوحيد والإصلاح..
وأضاف السدراتي أنه يعرف بنكيران من 1976 وأن الزيارة كانت زيارة محبة وشوق لصديق قديم “توحشناه بزاف”.
ليوضح بعد ذلك رئيس جمعية تامسنا للبحث في الثقافة الأمازيغية أنه خلال اللقاء تم التطرق لمواضيع متعددة ومنها المستجدات السياسية، وأن بنكيران أكد لهم أن أعضاء الحزب تجاوزوا المرحلة الصعبة، وأن الجميع يخضع لقرار المؤسسات.
ليختم بعد ذلك السدراتي تصريحه لـ”هوية بريس” أن بنكيران أكد لهم أنه لا يحرص بتاتا على المسؤولية ولا يتهافت عليها، كما أنه في المقابل لن يتنازل عليها إذا كلفنا بها.
يشار إلى أن ذ.امحمد الهلالي أكد بدوره في تدوينة له سابقة أن الخبر الذي نشر حول زيارة قدماء “حركة التوحيد والاصلاح” عار عن الصحة ومتنكب للحقيقة.
وأوضح الهلالي الذي ورد ذكر اسمه في الخبر كمعارض لولاية ثالثة لبنكيران ما يلي:
– كنت دائما منحازا إلى خط المبدأ والقيم وضد أي انحاز مع أو ضد الاشخاص مهما كان اعتبارهم أو كيفما كان اختلافي مع تقديرهم؛ يزكي ذلك دفاعي المستميت عن الأخ عبد الاله بنكيران ضد المنتقصين من قدره طيلة مشواره وانخراطي في جهود نفي الاتهامات التي كانت توجه ضده وهو عين ما أفعله ضد الاتهامات بالتخوين أو التكذيب أو الإهانة التي توجه اليوم إلى غيره من إخوان آخرين بنفس المنهجية وربما من نفس الجهات وحتى من بعض الأشخاص.
– رفضي لتغيير القانون على مقاس الأشخاص هي مسألة مبدئية ولا علاقة لها بأي إساءة لأي شخص أو دفاعا عن آخر وأن هذه الاعتراضات المبدئية إنما تندرج في تقديري الفائق للسيد عبد الإله بنكيران الذي لا أرضى له أن يشوش على زعامته ومكانته بشيء مما يمكن أن يشكل مطعنا في نصاعة مسيرته لاسيما عندما نستحضر الثقافة للشرعية التي ننتسب إليها والتي تنظر إلى المسؤوليات بحسبانها تكاليف وامانات وليست مغانم وامتيازات.
– آراءنا تندرج ضمن الراي حر والقرار ملزم وان مؤسسة الحركة لا يمكن ان تتحمل تبعات اراء اعضائها ونعلن عن دعمنا لخيارات الحركة في النئي بنفسها عن الشؤون الداخلية للحزب في اطار خيار التمايز بين الدعوي والسياسي وفي نطاق تفرغها لمهامها الاصلاحية ووظائفها التوجيهية وادوارها المرجعية.اهـ.