وجه الشيخ الحسن بن علي الكتاني رسالة مفتوحة إلى حركة التوحيد والإصلاح، وكتب عضو رابطة علماء المغرب العربي عقب مشاركته في فعاليات مؤتمر حركة التوحيد والإصلاح على حائطه بالفيسبوك:
“انتهى مؤتمر حركة التوحيد والإصلاح بانتخابات جديدة وقيادة موحدة تحت الأستاذ عبد الرحيم شيخي وفقه الله. وقد أعجبني في الحركة انضباطها وتماسكها واستمرارها وتجاوزها للعديد من الامتحانات الصعبة. غير أن هناك أمورا هامة يجب أن تراجعها الحركة وتأخذها بعين الاعتبار، خاصة ممن يحبها ويرجو لها التوفيق والسداد.
فالحركة بدأت مسيرتها امتدادا لجهود حركة الشبيبة الإسلامية، فهي عمودها الفقري بعد انهيارها وتشرذمها، وقد ميز هذه الفترة، فترة الجماعة الإسلامية، قيادات علمية جليلة كان لها دور في الصحوة الإسلامية المغربية، وعلى رأسها علماء أجلاء كالشيخ محمد زحل وإخوانه فضلا عن غيرهم.
ثم تلا مرحلة الجماعة الإسلامية مرحلة حركة الإصلاح والتجديد ثم توج ذلك باتحاد العديد من الفصائل تحت مسمى حركة التوحيد والإصلاح الذي فرحنا به عندما تكون. فقد زاد رصيد الحركة العلمي والدعوي، وكم كنا نفرح بتصديها للباطل وللأفكار الهدامة، وعقيدتها الصافية التي كانت تفخر بها وأنها امتداد لدعوة أهل السنة والجماعة (السلفية)، ومشاركتها القوية في النشاط الطلابي الذي نتج عنه استقامة الآلاف من الشباب.
هذا النشاط الكبير سيصيبه الذبول بعد قرار الحركة الخوض في العمل السياسي ثم إنشاء (حزب العدالة والتنمية) وكانت القمة بإنشاء الحكومة.
طبعا لا نغفل زلزال تفجيرات الدار البيضاء.
فقد كان هدف الحركة ممن هذا كله هو أسلمة الحياة وإصلاح ما فسد منها، ولكن الذي حدث هو سلسلة من المراجعات الفكرية في كل مرحلة، طالت التصور والمنهج والتطبيق. وقد كانت هذه المراجعات سببا في إصدار الشيخ فريد الأنصاري رسالته الشهيرة (الأخطاء الستة). ومن مرة لأخرى ينتقد الشريف الريسوني عدة أمور. لكن الأمر اتسع مؤخرا لما يمكن أن نعبر عنه بمصالحة الحركة مع ما كانت تواجهه بدل أن تصلحه، وبتسرب العلمنة لتصور الحركة واستفحال ذلك في الأجيال الجديدة منها، وهو أمر نلمسه في كثير من معاركنا الفكرية.
نصيحتي وأنا أخوكم المخلص المحب أن نتداعى جميعا لوقفة نظام نراجع أنفسنا: هل مسيرتنا توافق الكتاب والسنة وفهم علماء الإسلام؟ أم أننا ماضون في مراجعات تسلخنا عن التصور الإسلامي السليم الذي قامت عليه الحركة الإسلامية باعتبارها حركة تجدد الدين وتدعو لحكم الشريعة الإسلامية الشامل لكل مناحي الحياة؟
وأخيرا، هذه نصيحة محب واكب الحركة الإسلامية بجميع فصائلها شرقا وغربا ودرس تاريخ وأدبيات الحركة الإسلامية وتربى على يد كبار رجالاتها. والسلام”اهـ.