الشيخ يحيى المدغري ينعى الشيخ محمد زحل -رحمه الله- من مكة المكرمة
هوية بريس – الشيخ يحيى المدغري
لقد بلغني خبر وفاة الشيخ بعد وصولي إلى مكة المكرمة مساء الخميس، تلقيت الخبر بقلب ملؤه الرضا بقضاء الله وقدره، فكل شيء هالك إلا وجهه، لقد سمى الله الموت مصيبة في حق كل الناس فكيف إذا كان المتوفى عالما، إماما مربيا معلما من المجددين للدعوة في المغرب، فالحديث عن شيخ شيوخ الدعوة حديث ذو شجون، فقد عرفت الشيخ تحديدا عام 1987، عرفته رجل علم وعمل من أوائل من أعاد للمنبر ريادته والمحراب قيادته، كان في دعوته يبني ولا يهدم يجمع ولا يفرق، ينصح ولا يفضح، عرفته رجل مبدإ ومواقف لا يعطي الدنية في دينه يدافع عن مواقفه وقناعاته لو أراد التملق لأحد لتبوأ أعلى المراتب والمناصب، لكنه كان يحب أن يلقى الله بأعظم الوظائف وأجلها عند الله (ومن أحسن قولا ممن دعا الى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين)، ربما يذكر إخواننا الأجلاء أصحاب الفضيلة الشيوخ أعضاء “رابطة علماء المغرب العربي”، عبد الله البخاري ومولاي عمر بنحماد والحسن الكتاني والحسن العلمي وحامد الادريسي حفظهم الله جميعا في آخر لقاء جمعنا بالشيخ -رحمه الله في بيته- حين قلت للشيخ: إن التاريخ لم يقل كلمته بعد في تلك المرحلة التي كانت دعوة الشيخ فيها ملء السمع والبصر؟
يا أعضاء الرابطة لقد رحل الشيخ محمد زحل رئيس رابطتنا وأنتم تعلمون أنه ما سعى إلى هذا المنصب وإنما دعي إليه، وفي الأثر: من طلب إلى شيئ أعين عليه ومن طلب شيئا وكل إليه، أذكر ونحن في الإجتماع التأسيسي وقد أجمعنا على ترشيح الشيخ للرئاسة دون علمه فلما تم إخباره في الجلسة العمومية تفاجأ والتفت إلينا وقال بالحرف: لقد خذلتموني!!
فرحم الله الشيخ المربي الكبير وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأعان الله من يخلفه في حمل هذه الأمانة، وإن العين تدمع والقلب يخشع ولا نقول إلا ما يرضي ربنا، وإنا على فراقك يا شيخنا لمحزونون: إنا لله وإنا إليه راجعون، عزاؤنا لأسرته الصغيرة ولعموم الأمة.
الشيخ يحي الاصلح لمنصب وزارة الاوقاف.