أكد الأستاذ هوبيرت سيلان، المحامي بهيئة باريس، ورئيس مؤسسة “فرنسا-المغرب، سلام وتنمية”، أمس الخميس، أنه من خلال الاعتراف الأمريكي بمغربية الصحراء “تكون اللعبة قد حسمت والمخرج مسطر” للنزاع حول الصحراء المغربية.
وأوضح سيلان في تعليقه على القرار الأمريكي، أن هذا الإعلان الذي جاء بعد أقل من شهرين على القرار رقم 2548 الصادر عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في 30 أكتوبر 2020، “يشير إلى أن اللعبة أضحت محسومة، والمخرج تم تسطيره، وأن القانون الدولي سيؤطر الحقيقة المغربية بشأن الإقليم”.
وأكد السيد سيلان الذي سلط الضوء على نجاحات الدبلوماسية المغربية في ملف الصحراء، أن “جميع المراقبين لاحظوا، منذ عدة سنوات، أن المغرب يجني بانتظام مكاسب دبلوماسيته الصبورة، من خلال تزايد عدد القنصليات في كل من العيون والداخلة”.
وحسب الخبير القانوني، فإن القرار الأخير للولايات المتحدة “يدخل في إطار هذه الدينامية العامة”، مشيرا إلى أن تأثير الدبلوماسية المغربية في العالم معروف جيدا تحت قيادة صاحب الجلالة.
وبخصوص القوة الأولى عالميا، أوضح سيلان أن هذا القرار له “تأثير وازن”، مشيرا إلى أن “المخرج من هذا النزاع أضحى قريبا”.
وفي نظر الخبير القانوني الفرنسي، الذي يعد أيضا عضوا في المنصة الدولية للصحراء المغربية، فإن هذا الحدث يمثل “فرصة لإطلاق التفكير، من أجل فك رموز صراع دام نصف قرن تقريبا”.
وأضاف أن حركة الاعتراف “الواسعة” والإعلان الرسمي الأخير للولايات المتحدة بشأن سيادة المغرب على الصحراء، يجب أن يفهما على أنهما نتيجة تخلي العالم عن إيديولوجيات الماضي”.
وذكر في هذا السياق أنه عندما نالت استقلالها عام 1962، قامت “الجزائر التي ارتمت في أحضان المعسكرين الشيوعي والقومي العربي، بإشعال نزاعات مع جارها”، بما في ذلك “حرب الرمال” سنة 1963، مشيرا إلى أن هذه “العنجهية الخرقاء أوجدت لدى السياسيين والعسكريين شعورا بالعداء تعتريه في الخفاء المرارة والاستياء”.
من جهة أخرى، ندد السيد سيلان بالظروف المعيشية “القاسية والبائسة” المفروضة على ساكنة مخيمات تندوف.
وبالنسبة له، فإن “45 عاما من النزاعات الناتجة عن مسببات تعود لزمن آخر والمتعارضة مع أية معطيات واقعية، مدانة من قبل المجتمع الدولي، على اعتبار أنها تتعارض مع المنطق”.
وخلص بالقول إنه “في زمن الادعاءات الكاذبة والافتراءات والشتائم العدائية، يأتي وقت المصالحة الأخوية التي تجلب السلام والتنمية”.