الصلاة في المدارس.. الوزير برادة يوضح وخبير تربوي يعلق

26 يوليو 2025 22:03
الصلاة

هوية بريس – علي حنين

أكد وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، أن تربية الناشئة على الصلاة والقيم الدينية تُعد من صلب التوجهات الاستراتيجية للوزارة، معتبرًا أن المدرسة المغربية ليست فقط فضاءً أكاديميًا، بل أيضًا فضاء تربويًا يساهم في بناء شخصية المتعلم وتنمية وعيه الديني والاجتماعي.



وفي جواب مكتوب موجه إلى المستشار البرلماني خالد السطي عن فريق العدالة والتنمية، أورد الوزير معطيات مفصلة عن الجهود المبذولة من قبل المنظومة التعليمية لتعزيز الالتزام بالصلوات الخمس في المؤسسات التعليمية، وذلك من خلال محورين رئيسيين: المناهج التربوية والمقررات الدراسية، ثم المشاريع العملية والفضاءات المخصصة للصلاة.



مرتكزات قانونية وتربوية تؤطر المشروع

أوضح برادة أن الإطار القانوني يشكل قاعدة صلبة لهذا المشروع، مبرزًا اعتماد الوزارة على الرافعة 17 من الرؤية الاستراتيجية 2015-2030 التي أعدها المجلس الأعلى للتربية والتكوين، والتي تشدد على ضرورة إدماج القيم الإسلامية والوطنية والإنسانية في التعليم.

كما استند الوزير إلى المادة الثانية من القانون الإطار رقم 51.17 التي تنص صراحة على أن من بين غايات التربية والتكوين تمكين المتعلم من القيم الدينية، ما يضع الالتزام الديني، وعلى رأسه الصلاة، في صميم الأهداف التربوية الوطنية.



تدريس الصلاة والوضوء منذ التعليم الابتدائي

أكد الجواب الوزاري أن مادة التربية الإسلامية تلعب دورًا محوريًا في ترسيخ مبادئ العقيدة الإسلامية، حيث يتم تدريس الصلاة وأركانها وسننها منذ السنوات الأولى من التعليم الابتدائي، مع تعزيزها عبر مراحل الإعدادي والثانوي.

وتتضمن هذه المقررات دروسًا تطبيقية حول كيفية أداء الصلاة، ومكانتها في حياة المسلم، كما يتم إدراج تمارين عملية حول الوضوء والصلاة في قاعات الدرس أو فضاءات مخصصة داخل المدرسة كلما اقتضت الضرورة.

وأشار برادة إلى أن إصلاحات سنة 2016 همّت تحيين منهاج التربية الإسلامية في مختلف الأسلاك، مع توظيف القصص القرآنية والسيرة النبوية بشكل تربوي جذاب، يُحبب المتعلمين في الصلاة ويُظهرها كمصدر للقيم والسلوك القويم.


أندية القيم والتربية الدينية في قلب المدرسة

إلى جانب المناهج، تلعب الأندية التربوية داخل المؤسسات التعليمية دورًا داعمًا ومحفزًا لترسيخ القيم الإسلامية.

وخصّ الوزير بالذكر أندية مثل:

  • نادي القيم

  • نادي التربية على المواطنة

  • نادي السيرة النبوية

  • نادي التربية الدينية

وهي أندية تعمل بانتظام على تنظيم لقاءات توعوية، مسابقات دينية، عروض مسرحية وأناشيد تحسيسية حول أهمية الصلاة، فضلًا عن تنظيم ورشات مع المجالس العلمية المحلية والمرشدين الدينيين، مما يخلق تفاعلًا وجدانيًا قويًا بين المتعلم ومحيطه الروحي والتربوي.

وشدد الوزير على أن هذه الأنشطة تعزز الانضباط والثقة بالنفس وروح المسؤولية، وتُحدث أثرًا واضحًا على سلوكيات المتعلمين داخل المدرسة وخارجها.



تهيئة فضاءات الصلاة داخل المؤسسات التعليمية

أشار وزير التربية الوطنية إلى أن عددًا من المؤسسات التعليمية شرعت في تهيئة فضاءات مخصصة للصلاة داخل المدرسة، تحت إشراف الأطر التربوية والإدارية ومنسقي الأندية، ما يُرسخ أهمية هذه العبادة في حياة التلاميذ.

وأوضح أن هذه الفضاءات ليست فقط لتيسير أداء الصلاة، بل تقوم أيضًا بدور نفسي مهم في تهدئة التوتر واستعادة التركيز، خاصة في أوقات الامتحانات أو الضغوط الدراسية.



شراكات مع الأسر والمجتمع المدني والمجالس العلمية

بيّن الوزير برادة أن هذا المشروع لا يقتصر على المدرسة فقط، بل يشمل شراكات موسعة مع جمعيات آباء وأمهات التلاميذ، والمجتمع المدني، والمجالس العلمية المحلية، التي تسهم في توفير التأطير الروحي والدعم اللوجستي.

وتقوم هذه الهيئات بتنظيم لقاءات توجيهية، وتوفير مرشدين ومرشدات دينيين لتقديم دروس مبسطة حول الطهارة وآداب الصلاة، بأسلوب تربوي مراعي لأعمار المتعلمين.



مشروع جماعي لبناء أجيال متوازنة روحياً وسلوكياً

اختتم الوزير جوابه بالتأكيد على أن تربية الناشئة على الصلاة ليست مسؤولية المدرسة وحدها، بل هي مسؤولية جماعية تتطلب تعبئة أسرية ومجتمعية ودينية، لبناء أجيال مغربية متوازنة، معتزة بقيمها الدينية والوطنية، ومؤهلة للتفاعل مع تحديات العصر.


✒️الخبير التربوي خالد الصمدي يشيد بالمبادرة

في تعليق له على جواب وزير التربية الوطنية، وصف الدكتور خالد الصمدي، الخبير التربوي والوزير السابق المكلف بالتعليم العالي، هذه الخطوة بـ”الطموحة” داعيًا إلى تعبئة شاملة لإنجاح تطبيقها.

وقال الصمدي عبر صفحته الرسمية على فيسبوك:

“الوزير برادة يخلق الحدث بجواب مفصل حول مخطط الوزارة في تفعيل القيم في المنظومة التربوية، وخاصة تهيئة فضاءات للصلاة والتربية عليها في المؤسسات التعليمية على الصعيد الوطني.

نتمنى أن نرى هذا المخطط مفعلاً على أرض الواقع بانخراط جميع الفاعلين، خاصة جمعيات الآباء والأمهات”.

وأشار إلى أن هذه المبادرة تنسجم مع توصيات المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، التي وردت في تقريره الاستراتيجي الصادر عام 2017 حول القيم في منظومة التربية.

كما أشاد الصمدي بالمواقف الحازمة للوزير برادة منذ تعيينه، خاصة قراره بسحب أفلام تحمل مضامين مخالفة للقيم الدينية والوطنية من المدارس التي كانت تعرض تحت ذريعة أنشطة الحياة المدرسية.

يُذكر أن هذه الخطوة تأتي في انسجام تام مع توجيهات ملكية وردت في خطاب المسيرة الخضراء لسنة 2023، والتي شددت على أهمية التعامل الجدي مع التحديات التي تواجه منظومة القيم الدينية والوطنية والاجتماعية في المغرب.

آخر اﻷخبار
1 comments

التعليق


حالة الطقس
7°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة