الصمدي يكتب: رياضة ركوب الأمواج
هوية بريس – خالد الصمدي
من الرياضات المفضلة في فصل الصيف رياضة ركوب الأمواج، ويبدو أن السامري بعد أن فشل مخططه في علمنة مدونة الأسرة، ونسف عجله في يم حكمة إمارة المؤمنين نسفا.
خرج هذه المرة ليركب على موجة التقارب الذي تشهده العلاقات المغربية الفرنسية ليهاجم اللغة العربية ويتهمها بالتخلف والعجز عن مواكبة التطورات العلمية والتقنية بدون حجة ولا برهان ولا نقاش علمي رصين بقدر ما يتوسل بلغة البوليميك، مع مدح الفرنسية والإعلاء من شأنها ضدا على مقتضيات الدستور، الذي ما فتأ يدافع عنه وعن مقتضياته بانتقائية، حيث يومن ببعض ما فيه مما يوافق هواه ويكفر بالبعض الاخر.
وبذلك يعطي هذا المخلوق الدليل على قدرته الهائلة على الخلط بين السياسي والبيداغوجي، في قضية حسمها المغرب بما يجسد استقلال قراره التربوي عن كل التحولات الظرفية، وذلك حين نص القانون الإطار لإصلاح منظومة التربية والتكوين والبحث العلمي على هندسة لغوية متوازنة تضمن للغات الوطنية مكانتها وتنفتح انفتاحا موزونا على اللغات الأجنبية الاكثر تداولا في العالم، فنص على أن اللغة العربية هي لغة التدريس الأساس، واعتمد مبدأ التعددية اللغوية في تدريس المواد العلمية والتقنية باللغة أو لغات أجنبية الى جانب اللغات الدستورية فقطع بذلك مع الأحادية اللغوية في تدريس هذه المواد.
واذا كانت الحكومة مصرة على الخرق السافر لهذه المقتضيات، بدون مبرر، فإن الجميع ينتظر منها أن تعود إلى الصواب بعد تنبيهها من طرف المجلس الاعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي في مناسبتين إلى أن الهندسة اللغوية المطبقة في المنظومة التربوية المغربية منذ 2014 مخالفة للقانون الإطار ودعاها إلى العودة إلى مقتضياته.
كما نبهها تقرير آخر صدر عن مجلس النواب إلى نفس الخلل ودعاها إلى استدراكه حماية لمصلحة التلاميذ المغاربة
كما أثبتت التقارير بما فيها التقارير الرسمية بوجود ضعف في مستوى التلاميذ المغاربة في المواد العلمية والتقنية وارتفاع نسبة الرسوب و الهدر المدرسي بسبب تدريسها باللغة الفرنسية.
وزكت ذلك شهادة عدد من الأساتذة الغيورين الذين يدرسون هذه المواد حيث دق عدد منهم ناقوس الخطر ودعوا إلى تدارك ما يمكن تداركه قبل فوات الاوان، ولا يمكن ذلك في نظرنا الا بالرجوع إلى جادة القانون واصدار المرسوم التطبيقي المنظم للهندسة اللغوية، كما دعونا الى ذلك غير ما مرة.
لكن السامري وعبدة عجله لا يعترفون بالقوانين ولا ينصتون إلى المؤسسات ولا إلى نتائج الدراسات والابحاث، بقدر ما يهمهم الرجوع إلى الواجهة من خلال فن ركوب الأمواج فيخرجون على الناس بآراء متطرفة وأساليب مستفزة فيمسون كل مرة بثابت من ثوابت الأمة المغربية، كلما تحولت عنهم الأضواء وسمحت لهم الظروف والأجواء.
عوض الانخراط في الجهود الجماعية الواعية الداعية إلى الرجوع في هذه القضية الى جادة الصواب بتطبيق ما انتهى إليه الذكاء الجماعي للمغاربة الذين يميلون على الدوام في قضايا الهوية والانتماء الى المقاربة التي تجمع بين الهوية والتنمية.
السلام عليكم.
لكم نصيب في وزر تغول الفرنسية ببلادنا في منظومة التربية والتكوين والتعليم منذ 2019، لأنها وجدت المرتكز القانوني في مد جذورها لعقود قادمة… أما القول بأن اللغة العربية هي لغة التدريس الأساسية، حسب منطوق المادة 31 من القانون الإطار 51.17، فقد نسفها تعريف التناوب اللغوي الذي فذلك فذلكة وكأن سامريا خطه بيده. ولعل من مكارم الأخلاق ” الاعتراف بالذنب”. ولكم مني أستاذي الفاضل كل التقدير والاحترام.