الخمر.. والعلم الذي استوى فيه المدربون والعجزة والمفكرون!!
هوية بريس – متابعات
انتشر مقطع فيديو لمدرب الوداد البيضاوي لكرة القدم، التونسي فوزي البنزرتي، والذي قدم استقالته ليلة أمس، وهو يتحدث إلى قناة تونسية ويقول بأن الخمر ليس حراما لأن القرآن لا يقول ذلك، وقال إن القرآن يقول فقط” فاجتنبوه”، ويضيف بأن القرآن يعترف بمنافع الخمر.
وتعليقا على الكلام المنتهي الصلاحية علق د.إدريس الكنبوري بقوله البنزرتي “يقصد بكلامه الأول الآية (ياأيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون)، ويقصد بكلامه الثاني الآية (يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير ومنافع للناس)، وهو طبعا لم يذكر الآيتين لأنه لا يعرفهما، لكنه يعرف كلمتين منهما هما فاجتنبوه ومنافع للناس، لأنهما كلمتان مشهورتان عند الحمقى والجهلة.
ومن غريب الصدف أنني وقعت في نفس الوقت وأنا أركض في اليوتيوب كما أركض بين حين وآخر على مقطع لرجل مغربي عجوز يتحدى فتاة تحمل ميكروفونا في يدها أن تعطيه دليلا من القرآن بأن الخمر حرام، ويقول لها نفس الكلمة المشهورة: فاجتنبوه.
وهذا علم جديد يستوي فيه اليوم مدرب لا يعرف سوى قذف الكرة وعجوز متقاعد يعاني العزلة مع أشباه مثقفين يحملون ألقاب المفكر والدكتور والمثقف والحداثي والمتنور. فأي علم هذا يستوي فيه المدربون والعجزة والمفكرون؟”.
وأضاف الباحث المغربي “وأنا أعرف أن هذا من بقايا شحرور المقبور، فقد مات الرجل لكنه ترك وراءه من يذكروننا به وبالكلمتين الشهيرتين: فاجتنبوه ومنافع للناس. وقد انتشرت فتاوى شحرور الشيطانية على اليوتيوب وتلقفها كل من يملك هاتفا، وهكدا أصبح أصحاب الهواتف لديهم مدرسة خاصة تعلمهم مادتين، فاجتنبوه ومنافع للناس. وبهذا نفهم كم أهلكت الهواتف من الناس، وقد ظهرت الهواتف لتسهيل التواصل فصارت شياطين في جيوب البشر.
ولكننا نعرف من العربية أن الاجتناب أهم من التحريم، لأنه يعني اجتناب الاقتراب منه من الأصل. إذا قيل: اجتنب هذه الحفرة، فمعناه عدم الاقتراب منها أصلا لأنه يعني السقوط فيها، فالاجتناب تحريم مشدد، وهذا من أساليب القرآن في استعمال العربية.
وقد جاور الخمر في الآية الأولى الأنصاب والأزلام، وهي من أعمال المشركين قبل نزول الإسلام، والمجاورة تعني الشراكة في الحكم، فهل الأنصاب والأزلام اليوم غير محرمة حتى يلحق الخمر بحكمها؟ ولماذا يختلف الناس حول الخمر فقط ولا يذكرون الأنصاب والأزلام؟
إنه إسلام العوام الذي نشره حداثيون جهلة، وهذه إحدى مظاهر الحداثة المنشودة التي أذاعها عوام المثقفين”.