الكنبوري: العالم ليس بخير
هوية بريس – متابعة
كتب الدكتور إدريس الكنبوري “عندما وصل العالم إلى هذا المستوى من البرودة أمام مشاهد القتل والدمار؛ وأصبح يشاهد مباشرة أجساد البشر ورؤوس الأطفال تتطاير والمستشفيات تسقط على رؤوس المرضى؛ ثم لا يهتز ضميره؛ فهذا دليل على أن هذا العالم ليس بخير”.
وأضاف الباحث المغربي في تدوينة له على حسابه في فيسبوك “منذ 37 يوما والمحرقة ضد شعب فلسطين مستمرة وشاشات التلفزيونات في العالم تنقل كل شيء بالصوت والصورة؛ ولكن حكومات العالم لا تتحرك؛ بل حكومات أمريكا وأوروبا تشجع على القتل وسفك الدماء علنا أمام عدسات الكاميرات”، مردفا “أمهات يبكين وأطفال يموتون وبيوت تسقط وقنابل تنفجر وشعب يباد وجثث تأكلها الكلاب الضالة وإصرائيل تمنع دفنها؛ ومع ذلك يستمر العالم في روتينه اليومي وكأن الأمر مجرد فيلم خيالي”.
وتابع الكنبوري “إنه فساد العالم بكل معنى الكلمة؛ كل ما قرأناه عن تقدم البشرية والعقل الإنساني والحضارة الحديثة والحرية ونهاية العبودية وانتصار النزعة الإنسانية مجرد أساطير. العالم صار أكثر برودة وأكثر عدوانية وأقل إنسانية وأكثر وحشية مما سبق في التاريخ كله. قديما كانت القبائل والشعوب تقاتل من أجل حريتها دون قيود؛ أما اليوم فقد وضعت منظمات وقوانين دولية تقيد حرية الشعوب في الدفاع عن نفسها. قد تحمل السلاح لتقاتل دفاعا عن كرامتك لكن يأتيك قرار دولي على بعد آلاف الكيلومترات يقيد حركتك؛ فالعالم أصبح ضيقا جدا؛ فقد تبني مشروعك لكنك لا تستطيع تنفيذه لأن هناك سلطة فوقك يملكها غيرك تمنعك من التنفيذ”.
أصبحت الحكومات الغربية، حسب الكنبوري “عصابات تنتخب بشكل ديمقراطي؛ والمؤسسات العسكرية مافيات للقتل؛ والمنظمات الدولية مؤسسات للفتوى الظالمة؛ لا دين ولا قيم ولا أخلاق في هذا العالم العدواني الذي تتحكم فيه عصابات اليهود المتحالفة مع الرأسمالية المسيحية”.
كما أكد أننا “كمسلمين سوف نظل نؤمن إيمانا قاطعا بأن هذا العالم إذا لم تحكمه قيم الإسلام سيظل متوحشا؛ لن يرتاح هذا العالم إلا بعد أن تنتقل القوة إلى يد المسلمين ذات يوم؛ مهما تأخر سوف يأتي؛ آنذاك سوف يجد العالم نفسه تحت قوة بشر لديهم على الأقل دين يمنعهم من الظلم ويخشون خالقا فوقهم ويؤمنون بأن هناك جنة ونارا؛ لكن مسلمين غير هؤلاء المتولين “وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم””.
ومن يشكك في هذا، حسب الكنبوري “فلينظر على الأقل إلى شعب فلسطين؛ فهم قوم ليسوا أمثالنا؛ ولينظر كيف يدعو المسلمون لهؤلاء ويدعون على غيرهم؛ ليعرف أين توجد قلوب المسلمين”.