الكنبوري: العبودية في “لالة ميمونة”.. “بؤرة كوفيد” و”بؤرة الفساد”
هوية بريس – عابد عبد المنعم
قال إدريس الكنبوري أن “بؤرة للاميمونة ضواحي سوق أربعاء الغرب التي انتشر فيها وباء كورونا انتشار النار في الهشيم كشفت الجانب الخلفي لما يسمى الاستثمار الأجنبي، وازدواجية التعامل مع اليد العاملة المغربية ما بين المغرب وإسبانيا، حيث يتم التعامل مع نوعين من المغاربة، مغاربة في المغرب ومغاربة في إسبانيا، الفريق الأول في بلده لكنه مهضوم الحقوق، والفريق الثاني في بلد العجم لكنه مضمون الحقوق، من حيث حقوق العامل وظروف الشغل.
هذا ما كشفته يومية “إيل باييس” الإسبانية، تعليقا على ما حصل في للاميمونة. قالت إن العامل في حقول الفراولة لدى المستثمرين الإسبان يتقاضون 7 أورو في اليوم (70 درهما تقريبا)، وطبعا هم يعملون ثماني ساعات أو أكثر، بينما يتقاضى العمال المغاربة في نفس العمل ولدى نفس المستثمرين 42 أورو في اليوم (حوالي 420 درهما)، لكنهم يعملون فقط 6 ساعات ونصفا. وحسب الجريدة فإن هناك نحو 120 ألف من العاملين في حقول الفراولة بالمغرب، جلهن من النساء. فرق شاسع جدا، خصوصا إذا أضفنا الظروف السيئة التي يعمل فيها المغربيات في المغرب، وظروف التنقل، حيث هناك من يأتي من وزان والشاون وأولاد زيار ومصمودة ومناطق أخرى بعيدة، في سيارات تقل ما يزيد على خمسين امرأة في ظروف صعبة، وغالبا ما تبدأ الرحلة من الثالثة بعد منتصف الليل نظرا لبعد المسافة، ولا يرجعن إلا ليلا، ليعدن بعد ساعات فقط من الاستراحة.
إنها حقول الشمندر التي وصفها إميل زولا في “جيرمينال”، حيث الفقر والبؤس، وحيث العمل لا يساهم في تطوير سبل العيش الكريم، لكنه يبقي الإنسان على قيد الحياة فقط”.
وأضاف الكنبوري بأن “منطقة الغرب من أخصب المناطق في المغرب، ونظرا لخصوبتها وثرائها وجودة أراضيها تسمى سهل الغرب، إذ ظلت دائما محط اهتمام الأثرياء والسياسيين وأصحاب النفوذ. في الثمانينات كانوا يطلقون عليها لقب “الكويت”، لأن ما من مسؤول حط بها الرحال وعاد كما دخل. منطقة غنية وأهلها فقراء”.
واختتم المحلل السياسي تدوينة له صفحته بالفيسبوك بقوله “نتمنى أن لا يتوقف اهتمام الدولة بالمنطقة اليوم -التي احتلت صدارة الأخبار العالمية- على كورونا فقط، أو “البؤرة الإنتاجية”. الدولة عليها اليوم أن تحارب “بؤرة الفساد”. هناك من راكم ثروة خيالية في بضع سنين لمجرد توليه مسؤولية معينة، وهناك من استولى على أجود الأراضي والغابات بطريقة هوليودية دون حسيب ولا رقيب. ليكن ما حصل فرصة لتفتح الدولة أعينها على ما يحصل هناك”.اهـ.
