الكنبوري: كلما سمعت رجلا يتحدث عن الحريات الفردية صدقته وكلما سمعت امرأة تتحدث عنها عرفت أن لديها خطة
هوية بريس – عابد عبد المنعم
تحت عنوان “المرأة والمجتمع الذكوري”، كتب د.إدريس الكنبوري “كثيرا ما قرأنا أن مجتمعنا مجتمع ذكوري، وأن الفقه الإسلامي فقه ذكوري. ولكني قرأت أمس عند كاتبة مصرية بمناسبة يوم ثامن مارس، وهي امرأة تقول إنها متحررة وضد الكهنوت، أن المرأة يجب أن تناضل من أجل حقوقها وأن لا تتنازل أمام الخيانة. قرأت وسمعت أكثر من مرة نوال السعداوي، وهي غنية عن التعريف بها، تنتقد الخيانة الزوجية”.
وأضاف الباحث في قضايا العنف والتطرف “وقد حيرني هذا الأمر كثيرا.
فإما أن هؤلاء المتحررات دعاة الحرية يردن “الحرية” للنساء الأخريات فقط لا لأنفسهن.
وإما أنهن يردنها للرجال الآخرين غير أزواجهن.
وإما أنهن يرفضن خيانة أزواجهن لهن لكنهن يخن أزواجهن.
وإما أنهن يرفضن أن تكون الخيانة سرية فقط ولا مشكلة لهن مع العلنية، يعني الخيانة بعد الإخبار.
وقد بحثت عن تفسير فما وجدته.
وبعد تمحيص وتقليب وإعمال الفكر والتقدير اهتديت إلى التفسير النهائي.
إن صاحب فكرة تحرير المرأة في العالم كله منذ البداية كان رجلا لا امرأة. كانت المرأة تريد حريتها لنفسها هي، لكن الرجل كان يريد حريتها لنفسه هو.
والسبب التاريخي أن الرجل كان هو مالك السلطة المادية والأدبية، وصاحب السلطة لا يمكن أن يتنازل عنها، لكن يفوض حصة منها، بمقدار.
إنه يريد حرية المرأة تحت رقابته.
ولذلك سمح لنفسه بأن يشرع الخيانة الزوجية له هو وأن يرفضها للمرأة.
وأدركت المرأة الخدعة، فتبنت جميع شعارات الحرية، وتسامحت مع كل شيء، إلا الخيانة.
والسبب، أنها أدركت أنها مع هذه الحرية ستخرج من المجتمع الذكوري، لكنها ستدخل ناديا ذكوريا. إنها حالة ارتداد سيكولوجية”.
واختتم الكنبوري تدوينة له على الفيسبوك بقوله “هذا ما يفسر لنا كيف أن الرجل هو المستفيد الأول من حرية المرأة. وهذا ما يتطلب من المرأة المناضلة أن تعيد النظر في المفهوم الذكوري للحرية. لذلك كلما سمعت رجلا يتحدث عن الحريات الفردية صدقته. لكن كلما سمعت امرأة تتحدث عنها عرفت أن لديها خطة”اهـ.