الكنبوري: من يعتبرهم باحثون غربيون مجددين في الإسلام القاسم المشترك بينهم نكران الوحي والهجوم على السنة

هوية بريس – عبد الله المصمودي

في نقده لكتاب “Au commencement était le Coran”، واعتباره اجترارا لما سبق وقيل في الاستشراق الأوروبي حول التشكيك في القرآن؛ عاب الباحث والإعلامي المغربي إدريس الكنبوري أمثال مؤلف الكتاب من باحثين غربيين يعتبرون بعض المستغربين العرب مجددين، مع أن القاسم المشترك بينهم، حسب الكنبوري هو “نكران الوحي والهجوم على السنة”.

وجاء في تدوينة الكنبوري التي نشرها في حسابه على فيسبوك:

“صدر أخيرا هذا الكتاب للباحث الفرنسي ماثيو كيدير. الموضوع مستهلك والكتاب مجرد إعادة نقل لما قيل قديما عن القرآن، واستعادة المقولات المعروفة في الاستشراق الأوروبي حول التشكيك في القرآن.
ما أثار اندهاشي أن المؤلف يذكر أسماء بعض المجددين في الإسلام الذين هم عنده: محمد أركون وهشام جعيط ومحمد شحرور وفضل الرحمان وطيب تيزيني وعبد المجيد الشرفي وآخرين.

مثل هذه الآراء حول الإسلام لدى الباحثين الغربيين تزيد في نشر الجهل بالإسلام والمسلمين حين تقدم رؤية خاطئة عما يجري فيه من تحولات. أي باحث جاد يهتم بالآثار السوسيولوجبة للفكر يعرف أن أمثال هؤلاء نخبة أكاديمية صغيرة جدا لا تعبر عن واقع المجتمع، فما يستطيع الجميع التفاعل معهم بسبب القضايا النخبوية التي تعالجها.

كما أن اعتبارهم من المجددين فيه جهل بمعنى التجديد، إذ جل ما يقولونه سبق إليه المستشرقون، ولذلك هو نسخ لا تجديد. القضية الأخرى أن القاسم المشترك بين هؤلاء نكران الوحي والهجوم على السنة، وهم من القرآن على فريقين: فريق يشكك فيه ويطعن فيه مثل أركون، وفريق يسيء إليه ويحرف الكلم عن مواضعه مثل شحرور. وهناك من له بابان مثل الشرفي: يدخل من باب الإصلاح الديني ويخرج من باب الإلحاد أو الكفر دون مواربة.
هذا ما أقوله دائما: هناك نوعان من الإصلاح الديني، نوع يريده الغرب ويعمل من أجله أمثال هؤلاء، ونوع ثان يخشاه الغرب لأنه يسحب منه مركزيته الحضارية ويدفع المسلمين نحو الفاعلية. النوع الأول يريد أن يدفع الناس إلى الشك في ماضيهم ودينهم ويخلق بينهم الفتنة في القرآن والسنة، والنوع الثاني يجعلك واثقا من نفسك قادرا على الإصلاح من داخل مرجعيتك”.