المصافحة بين السيسي وأردوغان.. هل انتهى “الربيع العربي”؟

هوية بريس- متابعة

أثارت المصافحة بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ردود فعل متباينة.

واعتبر متبعون هذه المصافحة سلوكا عاديا في إطار الدبلوماسية بين الدول وفي إطار المساهمة في إنجاح إفتتاح دولة قطر لمونديال 2022، فيما اعتبرها آخرون إعلانا لبداية مرحلة جيوسياسية جديدة.

وفي سياق متصل، قال المحلل السياسي د. إدريس الكنبوري إن “المصافحة التي حصلت بين الرئيسين التركي والمصري خلال لقائهما في قطر على هامش افتتاح فعاليات كأس العالم أزعجت البعض وأدخلت السرور على البعض الآخر”.

وأضاف الكنبوري أن “مصافحة المصالحة أغلقت قوس الأزمات بين البلدين التي استمرت منذ 2013 تاريخ الانقلاب على محمد مرسي في مصر؛ حيث هاجم أردوغان الرئيس المصري”.

وتابع: “هذه المصافحة هي في الحقيقة “قبضة” تطوي نهائيا صفحة ما سمي الربيع العربي؛ وعودة إلى ما قبله بعد أن أصبح مجرد تاريخ”، مضيفا: “تدرك تركيا أن استمرارها في نفس المواقف القديمة تجاه مصر لن ينفع في شيء وسيضيع فرصة المصالحة مع العالم العربي؛ في زمن تغير كثيرا بعد الحرب في أوكرانيا والتحول الصيني والايراني؛ زمن تبحث فيه تركيا عن موقعها ولا تريد أن تظل حبيسة ربيع عربي انتهى”.

وأردف الكنبوري قائلا: “تركيا فهمت جيدا أن مركز الثقل اليوم في العالم العربي انتقل من الشارع إلى الدولة؛ وصارت الدولة أكثر قوة وصلابة بعد أن استفادت كثيرا من درس الربيع العربي ورتبت أمورها بما يجعلها تنتزع المبادرة من الشارع وتشطب أي إمكانية لنهوضه مرة أخرى؛ حتى لا تتكرر فلتة الربيع العاصف؛ ولذلك فإن مراهنتها على القوى الشعبية ومنازعة الأنظمة لن تكون له نتيجة؛ لأن هذه القوى الشعبية تفرقت شيعتين؛ واحدة دخلت السجون أو انتشرت في المنافي؛ وأخرى دخلت في بطن الدولة وطحنتها معدتها مع البطاطس”.

واستدرك ذات المتحدث: “لكن تركيا فهمت ما هو أكثر من ذلك؛ وهو أن السلطة اليوم في العالم العربي بعد الربيع أصبحت في يد واحد من اثنين؛ إما الجيش أو رجال المال والأعمال؛ الحكومات العربية اليوم يقودها هؤلاء؛ والانتخابات في العالم العربي أفرزت أحزابا يقودها رجال الأعمال؛ وانتهى حلم الإسلاميين إلى غير رجعة؛ ما عدا إذا أرادت السماء شيئا آخر وانتصرت على الأرض”.