المغربي منير محجوبي.. الوزير الرقمي في حكومة ماكرون
هوية بريس – الجزيرة
شاب فرنسي من أصول مغربية، استهوته الإنترنت منذ صغره، وكلف بالجانب الرقمي للرئيس الفرنسي مانويل ماكرون خلال ترشحه للرئاسيات الفرنسية 2017، وعينه بعد فوزه في منصب كاتب الدولة المكلف بالرقميات في حكومة إدوارد فيليب.
المولد والنشأة
ولد منير محجوبي في الأول من مارس 1984 في باريس، وينحدر من عائلة مغربية متواضعة ماديا، هاجرت من المغرب إلى فرنسا في سبعينيات القرن الماضي، وكان أبوه يعمل في طلاء البيوت، أما والدته فكانت عاملة منزلية.
الدراسة والتكوين
درس في كل من جامعة “السوربون” و”سيانس بو”، وحصل على إجازة في القانون وماجستير في الاقتصاد والمعلوماتية.
توجه منير محجوبي للولايات المتحدة باحثا زائرا لمدة عام واحد في مجال العلوم السياسية والاتصال بجامعة كولومبيا بمدينة نيويورك.
الوظائف والمسؤوليات
بعد أن تولى عدة وظائف أولها “تقني شبكة” في شركة “نادي إنترنت” وهو في سن 16، دخل غمار المبادرة الفردية مؤسسا أو مساهما في عدة شركات ناشئة في مجال التكنولوجيا الرقمية والإعلان، من بينها تأسيس شركة “إكانوم”.
شكل عام 2016 تغييرا مهما في حياة الشاب الشغوف بكل ما هو رقمي، حيث اختاره الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في الثالث من فبراير رئيسا للمجلس الفرنسي للتكنولوجيا الرقمية، وهو هيئة استشارية تعنى بالتأطير والتحول الرقمي للمقاولات الصغرى والمتوسطة، والجامعات.
وبقي محجوبي في منصبه نحو عام قبل أن يستقيل منه للانضمام إلى “حركة إلى الأمام”.
التوجه السياسي
التحق محجوبي بالحزب الاشتراكي الفرنسي منذ سنوات شبابه الأولى، وفي 2006 شارك في الحملة الرقمية للمرشحة الاشتراكية الرئاسية سيغولان رويال، وفي عام 2012 تعرف عليه الفرنسيون أكثر حينما ساند الحملة الانتخابية للمرشح فرانسوا هولاند وسماه الأخير “الإلكترون الحر” (l’éléctron libre).
انضم محجوبي إلى حركة إلى الأمام في يناير 2017، وتولى مسؤولية الجانب الرقمي في فريق حملة إيمانويل ماكرون.
التجربة الوظيفية والسياسية
بدأت صلته مبكرا بالمجال الرقمي منذ صغره، حيث استهواه عالم الإنترنت، وأصبح شغله الشاغل البحث عن جهاز كمبيوتر متصل بالإنترنت للإبحار في الشبكة العنكبوتية، ونقلت عنه صحيفة الغارديان البريطانية قوله “كنت أسعى وراء الإنترنت وجديدها، أدخل على ياهو، أتحدث مع الناس في دول أخرى، لم تكن لغتي الإنجليزية في المستوى المطلوب، وبالتالي لم أكن متحدثا جيدا”.
شغفه بكل ما هو رقمي مكنه من الحصول على المرتبة الأولى في المسابقة الوطنية للبرمجة والمعلوماتية عامي 2004 و2007.
ويقول المحجوبي، في أول حوار له، إنه اقتنى أول حاسوب له سنة 1996 بمبلغ خمسة آلاف فرنك فرنسي ربحها في مسابقة المخترعين الصغار، وهو في سن 13، مضيفا أنه كان يقضي معظم وقته على الإنترنت، حيث تعلم كيفية البرمجة والتطوير.
التحق بشركة “كلوب إنترنت”، وهي من أولى شركات تزويد خدمة الإنترنت في فرنسا، وانتقل بين شركات أخرى قبل أن يؤسس شركته الخاصة.
عرف باهتمامه بالشؤون العامة وبتوجهاته الداعمة للاقتصاد التعاوني والرقمي الذي يضمن المرور عبر الاتحاد الإصلاحي والفيدرالية الفرنسية الديمقراطية للشغل وإطلاق العديد من الشركات الناشئة.
في تجربة جديدة، انضم لحملة ماكرون الرئاسية، وكان المحجوبي مسؤولاً عن أمن تكنولوجيا المعلومات.
ومع اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي حاول قراصنةٌ الوصول إلى علب البريد الإلكتروني الخاصة بفريق ماكرون، وبدت هذه المحاولات مشبوهة إلا أنها باءت بالفشل.
وفي هذا الصدد، أوضح محجوب للصحافة الفرنسية أنه تم شن أغلب الهجمات من الحدود الروسية، مضيفا أن بعض محاولات اختراق حملة ماكرون تعود إلى ديسمبر 2016، وأن بعضها سعى لاختراق محادثات هاتفية لحملة ماكرون.
ورأى مراقبون أن المحجوبي بفعل ديناميكيته وذكائه كان أحد الأوراق الرابحة لماكرون التي مكنته من فوزه في الدور الثاني من رئاسيات 2017 على حساب مرشحة اليمين المتطرف مارين لوبان.
اختاره ماكرون ليكون ضمن طاقم أول حكومة يشكلها إلى جانب رئيس الوزراء إدوارد فيليب، حيث أسندت للمحجوبي حقيبة كاتب الدولة المكلف بالرقميات.
C’est un français, il n’est pas marocain
مافائدة هذا المقال لو قدم شيئا للمسلمين كان أولى بذكره هنا