النائب البرلماني البيجيدي محمد خيي يدافع عن بنكيران بخصوص تصريحه القديم عن “معاش الوزراء”!!
هوية بريس – عبد الله المصمودي
مع أن الكثيرين ممن انتقدوا حصول رئيس الحكومة السابق عبد الإله بنكيران على “معاش استثنائي” يصل إلى 90 ألف درهم، استدلوا ضده بتصريح سابق له عن “معاشات الوزراء”، مؤكدين أنه بحصوله على المعاش، خالف تصريحاته السابق؛ فإن النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية محمد خيي، رأى فيها، توافقا، وأن تصريحات “الزعيم” السابقة لصالحه وليس ضده.
حيث كتب النائب عن مدينة طنجة “كلام بن كيران أيّام زمان في البرلمان في تعقيبه على موضوع معاش الوزراء يحسب له وليس عليه…
كيف ذلك؟ سابْسُط الامر حسب قناعتي كما يلي:
أولا: فضلا عن انني لست معنيا بالدفاع عن بنكيران – وكما يعلم الجميع فان “بنكيران فرَّان وقاد بحومة” -فانه ليست لدي اي نية في تزكية واقع معاشات الوزراء كما هي الان مع استحضار وجاهة ومشروعية الملاحظات المسجلة عليها، فالأمر يحتاج من دون شك الى إصلاح جذري لمنظومة المعاشات في اتجاه عقلنتها تحقيقا للوضوح والشفافية وترشيدا للإنفاق العمومي وتحقيقا لمبدأ العدالة و محاصرة لمساحات الريع والامتيازات غير المشروعة والمتوارثة ضمن منظومة معقدة لم تكن ترى في الريع والفساد المرتبط به اي غضاضة بل تعتبره طريقة ومنهجا في الحكم.
ثانيا: لم اجد كما يدعي البعض اي تباين بين حديث بنكيران القديم ومضمون حديثه الجديد في موضوع معاشات الوزراء، اذ ان الفيديو المتداول كما هو واضح لم ينكر فيه بنكيران قضية المعاشات من حيث المبدأ، ولم يعترض على المعاشات كنظام، ولا انكر ما تشكله هذه المعاشات من نفقات زائدة وثقل اضافي لخزينة الدولة، وإنما كان حديثا واضحا وصريحا لا مزايدة سياسية فيه كما هي عادة المعارضة، واستدراكا متوازنا وتنبيها للخلل القائم في منطق الدولة في توزيع الثروة والامتيازات، حديثا صادقا عن العدالة الاجتماعية وحقوق المستضعفين والفقراء كما هو ديدن الرجل دائما، وكان حديثا عن نصيب الفئات الاجتماعية الهشة والفقيرة من اهتمام الدولة بها وما توفره لها من فرص وامكانات.
ولذلك فان استحضار كلامه السابق في معرض التدليل على وجود انزياحات وتحولات جرت تحت تاثير عوامل المنصب والسلطة من اجل المقارنة بين حال الامس واليوم لا تسعفها مداخلة بنكيران في البرلمان في مضمونها الواضح، وهي كلمات تحسب له وليس عليه، لانه في زمن المعارضة التي تغري بالمزايدة والتنطع لم يمارس بنكيران ذلك النوع من الخطاب.
ثالثا: بغض النظر عن قيمة المعاش الاستثنائي الذي استفاد منه عبدالإله بنكيران بقرار من الملك دون ان يكون الرجل قد طلب ذلك كما وضح هو بنفسه -والذي نجهل قيمته الحقيقية لحد الان وبالتالي لا يمكن ان نخوض في نقاش مدى تناسبه او مبالغته من عدمها – فان الاستفادة من المعاش في حد ذاتها ينظمها القانون وهي مشروعة من وجهة نظر القانون، وخلط الأوراق الحاصل في الموضوع ما بين انكار الحق في الاستفادة من المعاش أصلا، وبين المقارنة بينها وبين معاشات وتقاعد الموظفين وغيرها من الأوضاع التي قد تبدو مماثلة، هو من قبيل التدليس والتغليط والاستمرار في توظيف بعض المعطيات الخاصة ضمن مسار محاولة قتل رمزية بنكيران ومكانته التي اكتسبها لدى شرائح واسعة من المغاربة من خلال كسبه السياسي وصدقه وعفويته ووضوحه وما لمسوه لديه من ” ميزات استثنائية”، وإلا فان مؤاخذته بقبول معاش استثنائي لا يحتمل كل هذا القدر من التهجم والتبخيس، وعلى اي حال لم يعد استهداف شخص بنكيران يحتاج الى اي سبب منطقي او حتى غير منطقي.
رابعا: ما يتم -من خلال النقاش الجاري – من استبعاد لجزء أساسي من الصورة وهو كون عبدالإله بنكيران لم يغتني من عمله السياسي بل لم يقترب حتى من ضمان حد ادنى من دخل متوسط يعيش به بكرامة واستقلالية لا يساعد مطلقا في فتح نقاش موضوعي حول نظام معاشات المسؤولين والسياسين والوزراء والبرلمانيين وغيرهم في أفق بلورة فكرة واضحة عن هذا الموضوع.
والحال ان كل المقربين من بنكيران كانوا على علم بضائقته المالية، رغم انه لم يغير من نمط عيشه البسيط.
خامسا: يستمر بعض الكتبة الصغار في لعبة القفز في الهواء، اذ في مقدورهم ويا للعجب ان ينالوا ويسخروا من بنكيران كرئيس سابق للحكومة لانه قبل ورحب بقرار الملك تمتيعه بمعاش استثنائي، لكنهم لا يجرؤون على انتقاد القرار نفسه، بل يسقطون في تناقضات جلية تظهر صغرهم وجبنهم وقصورهم عن معالجة متوازنة للموضوع.
هادشي ماكان والسلام… والله يعفو علينا”.