النهي عن المنكر الفقه المغيب عن المنابر!!

هوية بريس – ذ.ادريس ادريسي
على غرار كل صيف؛ عرف فصل الصيف لهذه السنة انتشارا واسعا لمهرجانات الفسق والمجون في بلدنا الحبيب، وكان أكثرها جدلا؛ المهرجانات التي يحضرها “السلكوط طوطو” لما له من جرأة كبيرة على إشاعة الفحش والبذاءة بين الشباب؛
ظاهرة المهرجانات وما تشيعه في الناس من فواحش ومنكرات تستوجب على علماء الأمة ودعاتها التحذير منها وتوعية الناس بخطورتها في مواعظ وخطب، ودروس ومحاضرات، لكن شيئا من ذلك لم يكن، والأمر لم يقف عند هذا الحد، بل لطالما امتدت يد الوزارة بالعقوبة والعزل لمن خالف نهجها أو حاد عن طريقها، كما حصل اليوم مع الدكتور قرطاح الذي تم عزله بسبب انتقاده “مهرجان طوطو” أو مع غيره من العلماء والخطباء الذين سبق لهم أن انتقدوا مهرجان موازين وغيره؛
هذا المنهج من الوزارة قد يدعو إلى الاستغراب لولا أن أستاذ التاريخ وابن الزاوية البوتشيشية صرح جهارا ونهارا بمشروعه الذي يهدف إلى العلمنة؛ هذا المشروع يحصر الخطاب الديني في الحديث عن الصلاة والصيام والذكر وغيرها من المواعظ التي تدخل تحت باب الزهد والرقائق، دون السماح للعلماء بالحديث عن المواضيع التي تتعلق بحريات الناس وأخلاق المجتمع أو قضايا الأمة؛
الحالة التي وصل إليها بلدنا اليوم في خطابه الدعوي؛ تتجلى فيها وبوضح سنة من سنن الله الثابتة في الأمم زمن الضعف والهزيمة، حيث يصبح هذا الخطاب خاضعا للأهواء وأداة لحماية الفساد وشرعنته، فلا ينهى عن منكر حينئذ، فيستحق أصحابه لعنة الله وغضبه كما استحقها من قبلهم، قال تعالى: (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ).
وقد سبق أن نبهنا عن هذا في مقالة: “علمنة الخطاب الديني.. الحرب الخفية على الشريعة الإسلامية“.
اقرأ أيضا:



