أظهرت بؤرة للاميمونة الوجه الخفي لمعاناة أزيد من عشرين ألف امرأة، وتعكس ازدواجية التعامل مع اليد العاملة المغربية من طرف نفس المستثمر ما بين المغرب وإسبانيا، وفي ظل غياب آليات وطنية لحماية حقوق المغربيات في بلدهن.
ووفق “الأيام”، فإن العاملة المغربية في حقول الفراولة لدى المستثمرين الإسبان في المغرب تتقاضى 70 درهما في اليوم أي 7 أورو، وتشتغل ثماني ساعات أو أكثر؛ بينما تتقاضى العاملة المغربية في نفس العمل ولدى نفس المستثمرين في إسبانيا 42 أورو في اليوم (حوالي 420 درهما)، لكنها تعمل فقط 6 ساعات.
في السياق نفسه، أفاد جواد بنعيسى، الخبير في القانون الاقتصادي والاجتماعي، بأن أغلب العاملات في حقول الفراولة بالمغرب لا تربطهن علاقة شغل مباشرة مع المنتجين؛ بل إن مشغلهن الحقيقي هو “الوَقَّاف” الذي يملك وسيلة نقل ويذهب إلى “الموقف لاختيار العاملات، وفي غالب الأحيان هو الذي يؤدي أجورهن المعروفة بـ”الكانزا”.
وأضاف الخبير ذاته، الذي أشرف قبل ثلاث سنوات على دراسة حول ضيعات الفراولة والفواكه الحمراء بالمنطقة لصالح منظمة دولية والذي جعله ملما بكل حيثيات الملف عن الحياة السوداء لعاملات الفواكه الحمراء، أن الحقيقة المرة التي تحتاج إلى تدخل مستعجل لوزارة الشغل وإدارة الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي هي أن الضمان الاجتماعي لا يفيد في شيء؛ لأن الأمر يتعلق بعقد موسمي (45 يوما في السنة)، ومن الصعب جدا مراكمة الحد الأدنى من النقط التي تسمح بالاستفادة من أهم خدمات الصندوق.