بسبب الحرب في أوكرانيا.. خبير مغربي يكشف خيارات الجزائر لتشغيل خط الغاز المار من المغرب
هوية بريس-عبد الصمد إيشن
كشف الخبير والمحلل السياسي المغربي، نوفل البعمري، عن الخيارات المتاحة للجزائر بعد التوتر الحاصل في أوكرانيا بين روسيا والغرب، بخصوص ربط أوروبا بالغاز الجزائري، إثر إمكانية توقف مد أوروبا بالغاز الروسي.
وقال البعمري في مقال له بعنوان “قراءة أولوية لانعكاسات الحرب الروسية-الأوكرانية على المنطقة المغاربية”، “إما أن تختار الجزائر أن يظل أنبوب الغاز الذي يمر من المغرب في اتجاه أروبا معطلا في حال طُلب منها إعادة تشغيله من طرف الغرب، وظلت على نفس موقفها الحالي، وهو ما ستعتبره أروبا تضامنا مع روسيا وإعلان عن سلوك عدائي اتجاه الغرب عموما، واصطفاف مع بوتين في الحرب الاقتصادية التي تعتبر امتداد للحرب التي تجري في الميدان، وستنظر الولايات المتحدة الأمريكية وأروبا للجزائر من هذه الزاوية ومن هذه الاصطفافات التي تحدث اليوم، وبذلك سيكون هذا النظام قد أعلن العداء للغرب!!”.
وأردف المتحدث “أو ستختار الجزائر بالمقابل موقفا عقلانياً، في حال ما كان هذا النظام يتمتع به، وسيقرر إعادة تشغيل أنبوب الغاز الذي يمر من المغرب في اتجاه أروبا لتعويض النقص الذي سيحصل في ظل العقوبات التي ُفرضت على روسيا اقتصاديا، وستكون مناسبة لتوطيد العلاقة الطاقية مع الغرب عن طريق المغرب، والتراجع عن كل المواقف العدائية اتجاهه والتي اذا ما استمرت-المواقف العدائية- ستؤدي إلى انهيار المنطقة أمنيا، بهذا سيكون النظام الجزائري قد استوعب مختلف المتغيرات الجيواستراتيجية التي يشهدها العالم اليوم،وتكيف معها بشكل يحمي فيها مصالح المنطقة ككل”.
وخلص البعمري “ما يجب أن نستنجه اليوم من خلال قراءة التأثيرات الجيواستراتيجية على المنطقة، هو أن النظام الجزائري في مفترق الطرق خاصة وأنه لم يصدر لحدود اللحظة أي بلاغ يوضح موقفه من الحرب الروسية-الأوكرانية، سيكون عليهم الإختيار بين طريق الواقعية السياسية أو طريق “الغباء”الجيواستريتيجي هذا الخيار الأخير الذي سيؤدي بالجنرالات الجزائريين إلى أن ينتهي بهم المطاف نحو الهاوية وسيكون مصيرهم مرتبط بشكل مباشر بما سيحدث من تطور للأزمة الروسية-الأوكرانية، عكس المغرب الذي له اختيارات دبلوماسية واضحة عبر عنها في بلاغ وزارة الخارجية الذي كرس وعيه بمختلف المتغيرات العميقة التي يشهدها العالم، والذي يظل خياره هو الخيار العقلاني مثله أيضا قراره بعدم المشاركة في جلسة التصويت على القرار الذي أدان روسيا في خطوة تعبر عن استقلالية قراره الدبلوماسي وأن قربه الاستراتيجي من الغرب لم يجعله أداة من أدواته”.