بنكيران يهاجم توحيد خطبة الجمعة ويكشف أن “السيسي” أول من طالب بها!

10 نوفمبر 2025 08:12

بنكيران يهاجم توحيد خطبة الجمعة ويكشف أن “السيسي” أول من طالب بها!

هوية بريس – عابد عبد المنعم

في خرجة جديدة أعادت النقاش حول حرية المنابر الدينية بالمغرب، عبّر الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، عن رفضه الصريح لقرار وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القاضي بتوحيد خطبة الجمعة على مستوى مساجد المملكة، معتبرا أن هذا التوجه غير طبيعي وقد يؤثر على روح الخطبة ودورها التربوي والديني.

وقال بنكيران، في كلمة مصوّرة بثت عبر قناة حزبه على يوتيوب، إن “الخطبة ينبغي أن تكون نابعة من الواقع المحلي وأن يجتهد فيها الخطيب شخصيا”، مضيفا أن الخطبة الموحدة “قد تفقد بعدها التفاعلي مع الناس، وتتحول إلى نص جامد يُقرأ في جميع المساجد دون روح”. وأوضح أن أول من طرح عليه فكرة توحيد خطبة الجمعة كان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال زيارة رسمية للقاهرة، قائلا: “السيسي هو أول من قال لي ذلك، ولم تعجبني الفكرة آنذاك، ولا أزال غير مقتنع بها إلى اليوم”.

وأضاف بنكيران أنه يدعو وزير الأوقاف أحمد التوفيق إلى مراجعة القرار بكل محبة واحترام، معتبرا أن التوفيق رجل صادق وصوفي متدين، لكنه أخطأ التقدير في هذه المسألة. كما لمّح إلى أن الخطبة الموحدة قد تكون أحد أسباب تراجع الإقبال على صلاة الجمعة في بعض المناطق، مؤكدا أن هذا المعطى يتردد في الميدان.

في وقت سابق، كان وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق قد أثار جدلا واسعا بعدما وصف الخطباء الذين يرفضون إلقاء الخطبة الموحدة بـ”الخوارج” و”المجرمين”، مؤكدا أن مخالفة التعليمات الصادرة عن المجلس العلمي الأعلى تُعد خروجا عن الجماعة ومساسا بالأمن الروحي للأمة. وأوضح التوفيق، خلال جلسة برلمانية، أن الالتزام بالخطبة الموحّدة ليس خيارا شخصيا، بل واجب تنظيمي وشرعي يدخل ضمن مهام الوظيفة الدينية التي يتولاها الخطيب بتكليف من الدولة.

جاءت رسالة عبد الإله بنكيران إلى وزير الأوقاف أحمد التوفيق في قالب سياسي رفيع وبأسلوب لبق مليء بالمجاملة، لكنه في الجوهر حمل انتقادا واضحا لسياسة توحيد خطبة الجمعة التي فرضتها الوزارة منذ سنوات. فقد تحدث بنكيران بلغة النصيحة والدعوة إلى المراجعة، متغافلا، عن قصد أو عن حكمة، أن الوزير التوفيق لم يعد يكتفي بالتوجيه، بل بات يفرض الخطبة الموحدة بالحديد والنار، مهددا بعزل كل خطيب يخالفها. وهو ما حصل بالفعل في حالات عدة، أبرزها واقعة الخطيب بنساسي بالدار البيضاء، التي فجّرت غضب عدد من العلماء والدعاة، منهم الدكتور أحمد الريسوني الذي وصف قرارات التوفيق بأنها استبدادية ومزاجية وتمسّ باستقلالية المنبر وحرية الكلمة الدينية.

وقد أعادت تصريحات بنكيران النقاش القديم بين من يدافع عن حرية الخطباء وحقهم في الاجتهاد والتفاعل مع قضايا الناس، وبين من يرى في توحيد الخطبة ضمانا للانسجام المذهبي ووحدة المرجعية الدينية للمملكة. وبين هذين الموقفين، يتواصل الجدل حول حدود سلطة وزارة الأوقاف في ضبط المنابر، ومدى قدرة العلماء والخطباء على التوفيق بين الطاعة الإدارية والحرية الدعوية في أداء رسالتهم الدينية والتربوية.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
7°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة