بوادر خلافات رغم الأجواء الإيجابية بقمة المناخ
هوية بريس – متابعة
الثلاثاء 01 دجنبر 2015
ظهرت بوادر خلافات في نهاية اليوم الأول لقمة باريس أكبر قمة تنظمها الأمم المتحدة للمناخ، في حين دعا رؤساء دول العالم إلى تحرك عاجل لمكافحة الاحتباس الحراري. وربط الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بين الجهود الدولية لمحاربة “الإرهاب” وجهود مكافحة التغير المناخي.
وأفاد مدير مكتب الجزيرة في فرنسا عياش دراجي بأنه رغم النوايا الحسنة التي أظهرها الزعماء في خطاباتهم، فإن ثلاثة خلافات رئيسية ظهرت خلال المؤتمر الذي انطلق الاثنين، أولها يتعلق بإلزامية الاتفاق الذي يفترض أن تتوصل إليه القمة بشأن مكافحة التغير المناخي، مشيرا إلى أن باريس أكدت ضرورة التوصل إلى اتفاق ملزم، في حين تعارض واشنطن ذلك.
حق الدول الناهضة
كما اختلفت وجهات النظر بشأن مدى الالتزام بتعهدات تمويل الدول الناهضة لمساعدتها على مكافحة التغير المناخي.
وتباينت الرؤى أيضا بين الدول الصناعية والدول الناهضة، حيث ترى الأخيرة أن من حقها استكمال مسيرتها في التصنيع دون تحمل أعباء مكافحة التغير المناخي.
وشدد الرئيس الفرنسي من على منصة المؤتمر المنعقد في لوبورجيه شمال باريس على أن محاربة الإرهاب ومكافحة التغير المناخي “تحديان كبيران عالميان يتوجب علينا التصدي لهما”، وأضاف أن المؤتمر الحالي “أمل كبير لا يحق لنا أن نخيبه.. علينا أن نقرر هنا في باريس مستقبل الكرة الأرضية”.
وعند افتتاح المؤتمر وقف 150 من قادة العالم -في طليعتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما ونظيراه الفرنسي فرانسوا هولاند والصيني شي جين بينغ ورئيس الوزراء الياباني شينزو آبي- دقيقة صمت تكريما لضحايا الهجمات الأخيرة في عدد من الدول، بينها فرنسا.
ودعا الرئيس الأميركي الذي تعد بلاده ثاني ملوث في العالم بعد الصين، نظراءه إلى “أن يكونوا على مستوى التحدي”، والعمل منذ الآن من أجل ضمان مستقبل البشرية.
من جانبه، ناشد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون المؤتمر عدم الاكتفاء بأنصاف الحلول، وقال متوجها إلى قادة العالم “لا يمكنكم السماح لأنفسكم بالتردد واتخاذ أنصاف تدابير.. إن التاريخ يناديكم، وأناشدكم التلبية بشجاعة ورؤية”.
مفاوضات شاقة
ومن المتوقع أن تكون المفاوضات شاقة لأن جميع البلدان وضعت “خطوطا حمراء”. ويشارك في القمة عشرة آلاف مندوب ومراقب وصحفي، لتكون أكبر مؤتمر للأمم المتحدة بشأن المناخ.
ونبه الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أن على البلدان المتطورة “أن تفي بالتزاماتها” لتمويل السياسات المناخية في الجنوب.
وقال رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي في مقالة نشرتها فايننشال تايمز إن على البلدان المتطورة “أن تضطلع بمسؤوليات أكبر”، كما يتوجب أن يسمح للبلدان النامية “بالتطور”.
والهدف من المؤتمر الذي يستمر حتى 11 ديسمبر، إعداد أول اتفاق عالمي تلتزم بموجبه الأسرة الدولية بتقليص انبعاثات الغازات السامة ذات مفعول الدفيئة لاحتواء حرارة الأرض وتحديد سقف لارتفاعها بدرجتين مئويتين قياسا إلى الحقبة التي سبقت الثورة الصناعية.
وعلى هامش القمة جرت العديد من اللقاءات الثنائية، مثل لقاء الرئيسين الأميركي والروسي.
وأشار مدير مكتب الجزيرة في فرنسا عياش دراجي إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تأخر عن الصورة الجماعية للزعماء حتى يتجنب لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.
وتصافح الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هامش القمة.