بوريطة: الملك تدخل شخصيا لترجيح كفة المغرب داخل مجلس الأمن
بوريطة: الملك تدخل شخصيا لترجيح كفة المغرب داخل مجلس الأمن
هوية بريس – متابعات
كشف ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، تفاصيل غير مسبوقة حول ما جرى خلف كواليس التصويت على القرار الأممي رقم 2797 المتعلق بقضية الصحراء المغربية.
وأكد أن اعتماد القرار بأغلبية مريحة ودون اعتراض، جاء ثمرة مجهود شخصي متواصل من الملك محمد السادس خلال أكثر من ربع قرن.
وقال بوريطة، في لقاء خاص بثّته القناة الثانية مساء السبت 1 نونبر 2025، إن الملك تدخل بشكل مباشر في لحظات دقيقة من المشاورات داخل مجلس الأمن، من خلال اتصالات أجراها مع قادة دول مؤثرة، مما أسهم في ترجيح الموقف المغربي وتعزيز التوافق الدولي حول دعم مبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، باعتبارها الحل الوحيد الواقعي للنزاع.
وأوضح الوزير أن تأجيل التصويت يوما واحدا كان مرتبطا بعوامل تقنية وصياغية، مبرزا أن أحد الأعضاء الدائمين بالمجلس طرح تحفظات محددة تمت مناقشتها وتجاوزها في النهاية.
واعتبر بوريطة أن هذا القرار يمثل محطة مفصلية وتحولا جذريا في مسار النزاع، مستحضرا المراحل السابقة التي مرت منها القضية، حين كان خيار الاستفتاء مطروحا ضمن مخطط التسوية في نهاية التسعينيات. وبيّن أن الملك محمد السادس شرع منذ توليه العرش في إعادة توجيه الملف، بالعمل على تجاوز خيار الاستفتاء واعتماد مبادرة الحكم الذاتي، التي بدأ الإعداد لها سنة 2004 وتم تقديمها رسمياً في 2007.
وأشار الوزير إلى أن الجهود الملكية تواصلت بعدها لإقناع الدول المؤثرة بمرجعية هذا المقترح، وصولا إلى الاعتراف الأمريكي، مؤكدا أن ما تحقق اليوم ليس وليد اللحظة بل حصيلة رؤية استراتيجية متبصرة وصبر دبلوماسي طويل.
وشدد بوريطة على أن الملك يتعامل مع هذا التطور من منطلق المسؤولية والحكمة، وليس باعتباره انتصارا لإشعال الخصومة، قائلا “إن جلالته يركز على مبدأ لا غالب ولا مغلوب، ويدعو إلى فتح صفحة جديدة مع الجزائر من أجل بناء مغرب عربي موحد ومتعاون”.
لختم وزير الخارجية حديثه بالتأكيد على أن غياب أي اعتراض داخل مجلس الأمن سيظل محطة تاريخية تُبرز قوة الموقف المغربي ومصداقيته، وتمهد لمرحلة جديدة من الانفراج الإقليمي وبناء الثقة.
