بوعلي عن تمرير القانون الإطار 17-51: ما قمتم به خيانة لتاريخ الوطن ونضالات أبنائه من أجل الاستقلال السياسي والتربوي ولمن صوت عليكم
هوية بريس – إبراهيم الوزاني
وصف د. فؤاد بوعلي رئيس الائتلاف المغربي من أجل اللغة العربية، بأن من مرروا القانون الإطار 17-51 المتعلق بالتربية والتكوين والذي يفرض فرنسة التعليم اليوم بمجلس النواب، أقدموا على “خيانة لتاريخ الوطن ونضالات أبنائه من أجل الاستقلال السياسي والتربوي ولمن صوت عليهم”.
فتحت عنوان “قبل إغلاق القوس”، كتب د. بوعلي هذه التدوينة المطولة، التي نشرها على جدار حسابه في فيسبوك:
“هي رسالة تذكير إلى ممثلي الشعب، من المنتمين للأحزاب الوطنية، قبل إسدال الستار حول مستقبل التعليم المغربي….
ها أنتم وصلتم إلى نهاية الشوط وصوتم الآن من أجل تمرير القانون الإطار، سواء بالموافقة أو بالحياد، من أجل إلحاق المدرسة المغربية بوزارة التعليم الفرنسية… لا بد من تذكيركم بأنكم وأنتم ترفعون الأيادي لم تكونوا تلوحون بها من أجل الفرنسة فقط بل تلوحون بها للقضاء على آمال المغاربة في أحزاب تحظى بالاحترام، أحزاب يمكنها في يوما من الأيام أن تقول ‘لا’، أحزاب مؤتمنة على مستقبل المغاربة وتاريخهم وانتمائهم، لا أحزاب لشرعنة الاستبداد والفرنكفونية والتدبير الكواليسي لمستقبل الوطن.
وأنتم تلوحون بأيديكم، موافقة أو حيادا، لا ينبغي أن تنسوا بأنكم قبلتم تمرير مشروع مصيري في الوقت الثالث. فالقانون الإطار الذي شغل المغاربة بمختلف أطيافهم الاجتماعية وغدا معه النقاش اللغوي نقاشا عموميا ساهمت فيه كل التيارات الوطنية، أريد له أن يمرر في حرارة الصيف حيث المغاربة منشغلون بالعطلة ومواسمها، وبمتعلقات حياتهم اليومية المرتبطة بنهاية الموسم الدراسي والأعياد… وكان أمل مهندسي الأمر أن ينشغل الناس بنجاحات المنتخب المغربي في “الكان”، ليس حبا في المغرب ولا في الكرة، وإنما لتمرير ما شاءوا من قوانين في غفلة من النخبة قبل العامة. ويكفي أن قانون المجلس الوطني للغات قد مرر بنفس الطريقة بكل هناته التي نوقشت سلفا.
وأنتم تلوحون بأيديكم، موافقة أو حيادا، فإنكم تضعون السيادة الوطنية موضع المساءلة بعد أن أثبتت التقارير والتصريحات أن المشروع خطة فرضت وفق أجندة استراتيجية، ومنحت لوكلاء الفرنكفونية داخل الوطن ليتعالوا بالصياح والندب على مصير المغرب وأبناء المغرب، مما يضع تمثيليتكم للشعب موضع التساؤل؟ عن أي وطن تتحدثون وتنافحون ولأي شعب تقررون وتشرعون؟
وأنتم تلوحون بأيديكم، موافقة أو حيادا، فإنكم تعيدون مساءلة القرار الحزبي بعد أن أثبتت التجربة أن الفاعل الحزبي مازال خارج إمكانية التأثير في القرار السياسي وغدت جل الأحزاب مجرد مصالح إدارية توظف عدديا حين الحاجة وتغلق بعد الانتهاء من المهمة. وحين تنتهي مهمتكم ففي أحسن الأحوال ستصبحون خزانا انتخابيا مادمتم قد اخترتم موقف الإدارة بدل الشعب، واخترتم الموقع العرضي الزائل بدل العمق المجتمعي،
وأنتم تلوحون بأيديكم، موافقة أو حيادا، فإنكم رهنتم مستقبل المغرب لمشروع فاشل فاقد للشرعية العلمية والمجتمعية يروم فرض الفرنسة على أبناء المغرب وجعلهم لقمة سائغة في يد الفرنكفونية وسوقا استهلاكية لدولة تقتات على تعليم الأجانب، وتحويل المدرسة المغربية إلى مجرد “ترانزيت” في انتظار الإقلاع نحو باريس….
وأنتم تلوحون بأيديكم، موافقة أو حيادا، لا تنسوا بأن الحركة التي قمتم بها خيانة لتاريخ الوطن ونضالات أبنائه من أجل الاستقلال السياسي والتربوي عن المستعمر القديم/ الجديد، وخيانة للشعب الذي أعطاكم الفرصة للحديث باسمه في قبة التشريع وأنتم تشرعنون الفشل، وخيانة لمبادئ الأحزاب الوطنية ورجالاتها الذين ضحوا بأنفسهم من أجل قول “لا”، وخيانة لوجودكم السياسي الذي حكمتم عليه بالتلاشي ورسمتم لأنفسكم معالم النهاية….
وأنتم تلوحون بأيديكم، موافقة أو حيادا، لا تنسوا أن تبحثوا لأنفسكم عن أعذار تقدموها للمغاربة الذين عاينوكم وأنتم تقطعون كتب زعمائكم ومنظري هيئاتكم ؟ ولا تنسوا البحث عن صور أخرى لتعليقها في مقراتكم ففي “اللوفر” ستجدون ما يغنيكم؟ ولا تنسوا أن تحدثوا المغاربة عن حجم الضغوط السياسية والانتخابوية الضيقة التي تروجون أنكم عانيتم منها في الأشهر الأخيرة للقيام بدور الحياد في قضية لا تقبل الحياد، ولا تنسوا البحث في جراب الأعذار عما يبرر ما اقترفته أيديكم في حق هذا الوطن وهذا الشعب… ألم نقل لكم إنه “قانون الوضوح”.
فهنيئا لكم نهاية المشوار…وهنيئا لكم الدور الجديد الذي اخترتموه طواعية من أجل وجود سياسي افتراضي لا واقعي، وجود انتخابوي ضيق… لكن لا تنسوا أنكم أخطأتم الموعد مرة أخرى مع التاريخ الذي لن يرحم “وليدات فرنسا” وسيرميهم في مزبلته كما يفعل أشقاؤنا الآن في الجزائر….
انتهت مهمتكم”.
يذكر أن 16 عضوا من فريقي العدالة والتنمية وحزب الاستقلال، امتنعوا عن التصويت على مشروع القانون الإطار المتعلق بالتربية والتكوين، وهو ما أدى إلى تمرير المادة بعد أن صوت عليه 12 عضوا، مقابل عضوين (المقرئ أبو زيد ومحمد العثماني من حزب البيجيدي) صوتا ضده، من مجموع أعضاء لجنة التعليم والثقافة والاتصال بمجلس النواب.