قام مجموعة من الأشخاص في بنية الجيش التركي والمرتبطين بتنظيم فتح الله غولن الإرهابي الذي يتزعمه فتح الله غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الامريكية بمحاولة الانقلاب في تركيا. الانقلاب الذي ذهب ضحيته 240 شخص حتى هذه اللحظة ونتيجة مقاومة الشعب التي أصبحت مثل يقتدى به من قبل الإنسانية والعناصر الأخرى للدولة باءت بالفشل.
ما هي منظمة فتح الله غولن الارهابي؟
فتح الله غولن, رجل دين متقاعدومتخرج من الإبتدائية وهو زعيم منظمة فتح الله الإرهابي، ظهرت في السبعينات كحركة وجماعة باجتماع حول هذا الشخص الذي لدي أفكار منحرفة عامة وفي المدارس والخاصة والمراكز الدورة والبيوت والسكن الطلابي خاصة. ويسيرون أعمالهم غير المشروعة مخفية تحت غطاء أنشطة منظمة غير الحكومية والتعليم قطريا ودولياً. ويقومون بنداء المحبة والحوار بين أعضائها ويستعملون استراتيجية أنهم متطوعين السلام والتعليم ومنادي الحوار بين الأديان والديمقراتية. ولكن إذا نظرنا إلى شكل هذه المنظمة؛ ستجدون أن أعضاء المنظمة سواء في تركيا او في الدول المعنية يقومون بإخفاء هويتهم الحقيقية (يميني ويساري وليبرالي والديني) وقد تسللوا إلى المناطق الحساسة للدولة مثل الجيش والأمن والقضاء والاستخبارات والبيروقراطية ودوائر الدولة. وهذا الأمر تبين مقصدهم الحقيقية في الدول التي تمارس فيها المنظمة الارهابية أنشطتها فتعرف عن نفسها بأنها حركة خدمة وتخفي الاهداف الحقيقية للمنظمة.
ما هي أهدافها؟
في الدول التي تنظم نفسها فيها تقوم المنظمة بإخفاء هويتها الحقيقية تحت غطاء المدارس والتعليم ومركز ثقافية و مؤسسات اجتماعية أو منظمات المجتمع المدني وتتسلل بخفاء إلى داخل مؤسسات الإستراتيجية للدولة ومن ثم السيطرة على الدولة.و باستعمال أعضاء الذين ربتهم عند الصغروتحت سيطرته حتى جعلهم في مناصب فعالة من الدولة وسمى نفسه “إمام العالم” ويقومون بتشكيل المجتمعات والدول والعالم. وبسبب معتقداتهم الدينية المنحرفة وللوصول إلى أهدافهم فأنهم يحللون جميع الطرق غير المشروعة من الافتراء والمؤامرات وتلاعب على القانون لممارسة أنشطتهم. ولتلقيهم التدريبات السرية في السنوات الطويلة وبطرق الاقناع التي يستخدمونها يستطيعون إقناع الأشخاص بطرق احترافية. وأن أعضاء المنظمة توجد في داخله فكر متطرف مبني على اساس “روح المختارين” “والمخلص” يستطيعون الانتقال من هوية إلى أخرى. ويقوم المنتسبون لهذه المنظمة بالأعمال المتطرفة حتى القتل عند الحاجة.
ما الذي قام به لحد الآن؟
وبالأخص في السنوات العشر الأخيرة قام أعضاء المنظمة من القضاة و المدعين العامين وعناصر الأمن وبدلائل مفبركة أصدروا بحق كثير من الضباط ومنتسبي الشرطة والبيروقراطيين والصحفيين والأكاديميين والكتاب إحكام قضائية بالحبس. وبذلك كانوا يسعون للسيطرة على جميع محاكم الدولة.
ولما اعتقدت منظمة فتح الله غولن الإرهابية أنها تمتلك القوة الكافية للسيطرة على النظام قامت بأول انقلاب لها في عام 2012، قامت المنظمة فتح الله الارهابية وبحجة اللقاءات التي أجرها في إطار حل المشكلة الكردية بمحاولة اتهام مستشار الاستخبارات التركية هاكان فيدان. وفي 17-25 ديسمبر قام التنظيم بتطبيق محاولة الانقلاب الثانية وذلك عن طريق مزاعم الفساد داخل الحكومة التركية واعتقال المسؤولين الحكوميين. وأن إعطاء منظمة فتح الله الارهابي لنفسه مظهر حركة سلام ديني والدعوة الى الحوار السلمي لم تتقيد أبداً بهذه المبادئ بل قام بالتسلل إلى مؤسسات الأمن والقضاء والاستخبارات وتقوم بتنظيم العاملين في هذه القطاعات لممارسة أنشطتها الغير القانونية.
ماذا حدث في 15 يوليوز؟
في 15 يوليوز قامت منظمة فتح الله الإرهابية عن طريق عناصرها المتواجدة في قوات المسلحة التركية باستخدام الطائرات الحربية والمروحيات القتالية بمحاولة الانقلاب على السلطة. وقاموا بقيادة الدبابات على المواطنين المنددين في الشوارع. قاموا بقصف مبنى رئاسة الجمهورية والبرلمان والمقار الأمنية ومباني الدولة والمواطنين المتواجدين في الشوارع والمنددين بالانقلاب بالطائرات في كل من أنقرة واسطنبول. وقامت منظمة فتح الله الارهابي بتنفيذ عملية اغتيال رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان. وبمقاومة الشعب ومؤسسات الدولة الأخرى هذا الانقلاب فقد باءت بالفشل. وفي إطار هذا الانقلاب الفاشل قتل 173 مدني و62 شرطي و5 جنود وجرح 1491 شخص.
وإذا افترضنا أن هذا الانقلاب قد حقق النجاح فإن ألاف من الناس الأبرياء كانوا سيفقدون حياتهم و تنتهي الديمقراطية والحريات الشخصية و يكون قد تأسس تحت محور المعتقدات الدينية المنحرفة لمنظمة فتح الله الارهابي في تركيا حكم عسكري والديكتاتوري. لقد أدينت هذا العمل الغير المتحضر بشدة من قبل جميع طبقات الشعب والأحزاب السياسية والنقابات ومنظمات المجتمع المدني والإعلام وعالم المال والأعمال. والنتيجة كانت إفشال الانقلاب الدامي وعودة مؤسسات الدولة بسرعة إلى ممارسة نشاطاتها الطبيعية.
منظمة فتح الله الإرهابي هل تهدد تركيا فقط؟
كما رأيتم في محاولة الانقلاب الأخيرة فإن منظمة فتح الله الارهابي والذي يقوم على مبدأ اإيماني والديني المنحرف كان يسعى لإقامة نظام عسكري ديكتاتوري في تركيا ومن أجل تحقيق أهدافه فإنه لا يعترف بأي معتقد ومبدأ ولا يعرف الحدود. في محاولة 15 يوليوز قام بالهجوم على الأشخاص الغير المسلحين الأبرياء. وهذا منافي تماما لمبادئ منظمة أو حركة تتدعي أنها تقوم على أساس الحوار المسالم بين الأمم. نتيجة التدريبات التي يتلقونها لسنوات طويلة في ما يخص هويتهم فأنهم لا يعترفون كل هذه الأشياء. وأن هذه المنظمة التي تستند على المبادئ الدينية المنحرفة وعن طريق أجندته السرية فإنه سيستخدم جميع الطرق للوصول إلى أهدافه وهذا يعني أن هذه المنظمة لا تشكل تهديدا لتركيا فقط بل لجميع الدول التي تمارس فيها أنشطتها وهي تهديد للإنسانية جمعاء. وتتابع وتقوم هذه المنظمة نفس الاستيراتيجية قدموها في تركيا في الدول الأخرى أيضاً. ويتقومون بالأنشطة الظاهرية الجذابة للمجتمع.
ماذا يجب أن نفعل؟
نحن كعائلة إنسانية يجب على جميع الدول التعاون في محاربة المنظمات الدينية التي تحمل أفكار دينية منحرفة مثل منظمة فتح الله الارهابي وداعش وبوكو حرام،لا يمكن أن ننسى الدعم الذي قدم من قبل المغتربين الاتراك والذين هم من الأصول التركية والأقارب في الخارج لديمقراطيتنا وإرادة شعبنا وكذلك الدعم من قبل المنظمات الإنسانية الدولية وجميع المنظمات الأخرى.
وبهذه المناسبة نلعن وندين مرة أخرى هذا الانقلاب الدموي وغير الإنساني وأتمنى من الباري عز وجل أن يغمد شهدائنا من المواطنين ورجال الشرطة والجيش فسيح جناته وأتمنى الشفاء العاجل للجرحى.