بين العلامة عبد السلام جسوس والمولى إسماعيل (1)
هوية بريس – ذ.نور الدين درواش
لقد من الله على المولى إسماعيل بتحرير العرائش سنة 1100 هجرية على يد القائد أبو العباس البطوئي وجماعة من المجادين.
وقد كانت العرائش قد احتلت من قبل الإسبان زمن الشيخ بن المنصور الذهبي.
كان هذا الفتح واقعة مشهودة وملحمة عظيمة.
فنظم العلامة عبد السلام جسوس قصيدة رفعها للمولى إسماعيل يحرضه على تحرير سبتة أيضا قال فيها:
رفعت منَازِل سبتةٍ أقوالها … تَشْكُو إِلَيْكُم بِالَّذِي قد هالها
مَعَ بادس وبريجة فَتَعَطَّفُوا … وتنبهوا كي تسمعوا تَسْآلَها
يَابْنَ النَّبِي الْهَاشِمِي مُحَمَّد … قل يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ أَنا لَهَا
فَلَقَد قضيتم للعرائش حَاجَة … مَعَ طنجة فاقضوا لذِي آمالها
عَار عَلَيْكُم أَن تكون أسيرة … بجواركم وجنودكم تغزى لَهَا
إِن لم تَكُونُوا آخذين بثأرها … من ذَا يفك من الوثاق حِبالها؟
لَا تسمعن من جَاهِل ومثبط … وَمُصَعِّب من جَهله أحوالها
إِن الَّذين تقدمُوا قد جاهدوا … بنفوسهم وبمالهم أَمْثَالهَا
فتملكوا أملاكها وديارها … وتقسموا أموالها ورجالها
فَابْعَثْ لَهَا أهل الشجَاعَة عَاجلا … حَتَّى تراهم نازلين جبالها
وأَمِدَّهم بمؤونة ومعونة … كَيْ مَا تُقَطّع بالعدا أوصالها
وارفع لهَذَا الغرب رَأْسا إِنَّه … فِي الضعْف مَا دَامَ العدا نَزَّالَها
أبقاك رَبِّي للخلافة عدَّة … تقفو الشَّرِيعَة مؤثرا أفعالها
وَاقْبَلْ هَدِيَّة من أَتَى بنصيحة … يَبْغِي الثَّوَاب وَلَا تقل من قَالَهَا.
[الاستقصا للناصري 7/76].
قال الأستاذ علال الفاسي رحمه الله معلقا على هذه القصيدة:
“ونَاهِيكم بهذه الروح العالية التي تنم عن وطنية متأججة وحمية متوثِّبة، ترى أنه ليس هنالك ما يعُوق ذوي الإرادة الصادقة والعزيمة القوية من أن ينتصروا على الأعداء ويحتلوا أصعب البقاع.
وهل صَعُب على الأولين أن يفتحوا هذه البلاد ويجعلوها حرة مسلمةً؟
وإذا كان المَلِك قد استجاب إلى العرائش وإلى طنجة فحررهما برجاله وعزيمته، فما الذي يمنعه من أن يكمل جهاده بإنقاذ سبتة البريجة وأخواتهما؟
وقد حاول إسماعيل ذلك فنجح في تحرير سبتة، فبقيت هي ومليلية والجيوب الصغرى ومناطق الصحراء دَينًا على شعب المغرب وملوكه وحكوماته، لا يبرئهم منه إلا القيام به والنجاح فيه، وما دام المستعمر يملك أرضنا فهل يمكننا أن نرفع رأسنا عاليا ونفتخر بحريتنا؟
وارفع لهذا الغرب رأسا إنه….في الضَّعف ما دام العدا نَزَّالَها”.
[أعلام من المغرب والمشرق، ص:116].
_يتبع_