بين تسديد التبليغ و جماعة التبليغ

24 ديسمبر 2025 21:55
رسالة إلى زوجين

هوية بريس – خالد مبروك

لا أحد ينكر حاجة الناس لما يصلح دينهم ودنياهم، ولهذا بعث الله الأنبياء والمرسلين، فكان الأنبياء يسوسون الناس ويرشدونهم إلى ما ينفعهم في الدنيا والآخرة..

كان النبي يأكل الطعام مع الناس، ويمشي في الأسواق يخالط الناس، ويلتقي بهم في النوادي والمنتديات والمجمعات والمواسم، ويستغل كل ذلك في الدعوة إلى الله.

كأس أمم أفريقيا الحالي، وكأس العالم الذي يليه سنة 2030، حدث كبير لو كان زمن النبي صلى الله عليه وسلم لاستغله في الدعوة إلى الله ولجهز له دعاة يبشرون ولا ينفرون كمعاذ بن جبل ومصعب بن عمير وصهيب الرومي رضي الله عنهم، ولوجه الدعاة إلى تعلم اللغات كما فعل مع زيد بن ثابت رضي الله عنه..

ما الغرض من مصطلح “تسديد التبليغ” إذا لم يكن التبليغ هو الهم الذي يشغل العقل وينبض في القلب وتتحرك له الجوارح؟

وقد سمعنا في خطب تسديد التبليغ أن من خطط البرنامج أن ينزل الدعاة والمرشدون إلى الشوارع والأسواق لتعليم الناس أمور دينهم.. وهذا الذي نرجوه ونرجو رؤية التجربة على التلفزيون العمومي ومواقع التواصل الاجتماعي..

لا ننكر أن “جماعة التبليغ” تعد من الجماعات التي تنشط في الدعوة إلى الله في الأحياء والأسواق والمدن والقرى… وقد قل نشاطها في السنوات الأخيرة… مع ما ينقصها من أساسيات العلوم الشرعية.. ولو تم تأطيرها من قبل العلماء لكان لجهودها أثر عظيم في تغيير المنكر..

إننا نحتاج أن نرجع إلى الأسلوب الدعوي الذي كان في عهد النبوة، أسلوب سهل يعتمد على الإقناع بالعلم والسمت الحسن والخلق العظيم في المواسم والنوادي والأسواق وليس فقط في الجامعات وعلى الكراسي والمنصات..

إذا كان الوزير ووزارته غير راضين عن العلماء والدعاة غير الرسميين ويصفونهم بالخوارج والمجرمين والمشوشين فأرونا ماذا أنتم فاعلون في هذا الحدث بعد تكميم أفواه هؤلاء “المجرمين” في نظركم، وقد أنفقت الوزارة وتنفق على المرشدين والمرشدات (مع احترامي و تقديري لكثير منهم ممن يحمل هم الدعوة) ملايين الدراهم.. ما هي خطة “تسديد التبليغ” في مثل هذا الحدث الكروي الأفريقي والعالمي؟؟

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
10°
15°
الخميس
15°
الجمعة
16°
السبت
17°
أحد

كاريكاتير

حديث الصورة