تأملات في أزمة الخليج
هوية بريس – بوشعيب بياضي
هكذا سطت الولايات المتحدة على العالم باسم الديمقراطية وحقوق الإنسان ومحاربة الإرهاب وكل ممارسات التطرف الديني في العالم، يقينا منها أنها أمينة العدالة في المعمور، منادية بفتح الأسواق وإزالة الحواجز الجمركية في وجه التجارة الحرة باسم العولمة.
فمنذ اعتلائها عرش العلاقات الدولية والإجماع الدولي الذي ضمها بعبقريتها وإمكانياتها لمكافحة ما تراه وتعتبره ارهابا، سيمكنها من تكريس وتحقيق أهداف موازية أخرى تتمثل في تصفية الحسابات مع أنظمة طالما تحينت لها الفرص للانقضاض عليها والانتقام منها، وهو ما تم بالفعل في 20 مارس 2003.
فلا يمكن لمن تتبع مسار العلاقات الدولية بعد نهاية الحرب الباردة أن يصاب بالاندهاش أمام المستجدات الدولية ومتغيرات الواقع الدولي الراهن، خاصة في منطقة الخليج، فالسماء لم تمطر فجأة، والحقيقية أنها كانت ملبدة بالغيوم منذ مطلع التسعينات، وهي بدأت تبرق وترعد وتثير العواصف والسيول منذ قيام صدام حسين باجتياح الكويت. وحينما طرحت الإدارة الأمريكية مشروعها لقيام شرق أوسط جديد.
فأزمات الخليج تدل على وجود خطر حقيقي في تطور الايديولوجيات المتطرفة المعادية العالم العربي والإسلامي، لكن مستقبل الخليج كله أصبح غامضا وما يقع الآن ماهي إلا قمة جبل ثلج وما خفي كان أعظم، وكل هذا يثير العديد من علامات الاستفهام وينطوي على الكثير من السلبيات.