تحركات كبيرة للجيش التركي في سوريا عقب نشاط سعودي- إماراتي بالمنطقة

12 يوليو 2019 17:29
تركيا ترسل تعزيزات للحدود وتبلغ الناتو بخططها

هوية بريس-متابعة

بشكل مفاجئ وهادئ، ودون تصريحات سياسية وبعيداً عن الضجة الإعلامية، يواصل الجيش التركي منذ ثلاثة أيام إرسال تعزيزات عسكرية ضخمة وبشكل متسارع إلى مناطق مختلفة من الحدود التركية مع سوريا، لا سيما المناطق المقابلة لمناطق سيطرة وحدات حماية الشعب الكردية شرقي نهر الفرات.
وتأتي هذه التحركات المفاجئة عقب أنباء عن توسيع السعودية والإمارات تحركاتهما في مناطق سيطرة الوحدات الكردية شرقي نهر الفرات، وتقديم مزيد من الدعم المالي والعسكري للوحدات التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية، وامتدادا لتنظيم “بي كا كا”، كما يأتي هذا التحرك بالتزامن مع التوقعات بموافقة بعض الدول الأوروبية على طلب واشنطن إرسال قوات برية إلى شمالي سوريا لتحل مكان القوات الأمريكية عقب قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتخفيض عدد قواتها هناك.
وأشارت مصادر تركية إلى أن وفدا سعوديا رفيع المستوى، ومسؤولين إماراتيين عقدوا اجتماعات مع قادة وحدات حماية الشعب الموجودة ضمن قوات سوريا الديمقراطية، وآخرين تعتبرهم تركيا مسؤولين مباشرين في تنظيم “بي كا كا” في منطقة “عين العرب” وقدموا وعوداً للتنظيم برفع مستوى الدعم المالي المقدم لهم.
وتحدثت مصادر تركية عن استدعاء تركيا لقادة الفصائل العسكرية التابعة للجيش السوري الحر و”الجيش الوطني السوري” إلى العاصمة أنقرة لعقد لقاءات هناك، بالتزامن مع رفع حالة الجهوزية لهذه الفصائل في مناطق الباب وجرابلس التي يسيطر عليها الجيش التركي غربي نهر الفرات، كما جرى عقد لقاءات مع زعماء عشائر ومنظمات مدنية في تلك المناطق.
وعلى الرغم من أن الجيش التركي لم ينقطع عن إرسال التعزيزات إلى الحدود السورية طوال الأشهر الماضية، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت إرسال تعزيزات أضخم وبشكل متسارع وشملت دبابات وبطاريات مدفعية وناقلات جند وعربات مصفحة وأعدادا كبيرة من عناصر الجيش والقوات الخاصة.
وبحسب ما نشرت وكالة الأناضول الرسمية في أخبار منفصلة، يمكن إحصاء وصول مئات الدبابات والعربات العسكرية إلى الحدود خلال الأيام الثلاثة الأخيرة فقط، تضاف إلى تعزيزات عسكرية أرسلها الجيش التركي بداية العام الجاري عقب تهديد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بالقيام بعملية عسكرية واسعة شرقي نهر الفرات، واعتبرت آنذاك أكبر عملية تحشيد للجيش التركي منذ عقود.
وبحسب ما رصدت “القدس العربي” وصل الكم الأكبر من هذه التعزيزات إلى المناطق الحدودية التابعة لولاية شانلي أورفا التركية، حيث يقع على الجانب السوري مناطق مهمة تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردية وذكرها الرئيس التركي بالاسم في السابق مراراً مهدداً بتطهيرها من المسلحين الأكراد المنتمين لتنظيم “ب ي د” الذي تقول تركيا إنه امتداداً لتنظيم بي كا كا الإرهابي.
وأبرز هذه المناطق منطقة عين العرب “كوباني” التي تقع مباشر على الجانب الشرقي لنهر الفرات وبمحاذات المناطق التي سيطرة المعارضة السورية والجيش التركي في عملية “درع الفرات”، لا سيما منطقة جرابلس على تقع مباشرة على الجانب الغربي للنهر. كما تركزت التعزيزات من جانب آخر في المناطق المقابلة لمنطقة “تل أبيض”، والتي هدد أردوغان أيضاً مراراً بمهاجمتها.
وعلى الرغم من أن تركيا تهدد منذ سنوات بالقيام بعملية عسكرية واسعة ضد وحدات حماية الشعب الكردية شرقي نهر الفرات إلا أنها لم تتحرك عسكرياً حتى الآن شرقي النهر، وفي الأشهر الأخيرة تراجعت التهديدات التركية بشكل ملحوظ عقب الحديث عن مباحثات تركية أمريكية لإقامة منطقة آمنة شرقي النهر تشمل ابعاد الوحدات الكردية عن الحدود التركية لعمق 15 كيلومتر، دون التوصل لاتفاق نهائي حتى الآن.
ولا يعرف حتى الآن ما إن كانت هذه الحشودات مرتبطة بالتوصل لاتفاق تركي أمريكي للقيام بتحرك عسكري ضمن تفاهمات “المنطقة الآمنة” أم ضمن تفاهمات أخرى توصل لها الرئيس التركي في لقائه الأخير مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب على هامش قمة العشرين باليابان، أم بمثابة إعلان عن انهيار المباحثات وتلويح تركيا مجدداً بمهاجمة شرق الفرات رغم المعارضة الأمريكية. وكالات

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M