تصريح د.محمد بولوز بخصوص الاعتقالات الأخيرة في مصر للعربي الجديد
هوية بريس – متابعة
إن طريقة الوصول الى السلطة تستدعي غالبا الوسيلة المناسبة لتلك الطريقة، فالناظر الى المنهج الذي سلكه الانقلابيون على ارادة الشعب المصري لن ينتظر سوى القهر والتنكيل بكل من تسول له نفسه الاعتراض او استنكار السياسة الجارية من السيسي ورجاله،
ومن ارتكب الجرائم العظيمة مثل مجزرة رابعة الرهيبة يسهل عليه ارتكاب ما هو اقل منها مثل الاعتقالات الجارية وقمع الحريات المستمر في أرض الكنانة.
وإن من سكت يومئذ عن تلك الجرائم المرتكبة في حق المصريين وهو قادر على الاستنكار يعلم في قرارة نفسه أن رحى الظلم إذا انطلقت لن تتوقف عند حد، وأن الاذى سيعود على الجميع ولو بعد حين، وكما يقال في مثل هذه الاحوال أكلت يوم أكل الثور الابيض، ويوم ان سمح بسحق الديموقراطية وبعض قوى الشعب وبعض تياراته فحتما ستدور الدائرة على غيرهم، وقد لا يجدون حتى من ستنكر أو يندد لأنهم يومئذ سكتوا وصمتوا.
ولا ينتظر من الغرب غالبا أي انصاف للمظلومين لاستفادته من وضع الامة التي يسودها التخلف والاستبداد، فهم ينظر إلى أن انتعاش الديموقراطية في أمتنا يعني لها القوة والنهظة والتنمية لانها تزود الامة بافضل الافكار وافضل الرجال والنساء ليقودوا دفتها، ويرى كل ذلك نهاية لرياته وهيمنته وتقدمه،غير أن جولة الظلم ساعة ويقظة الشعوب تقصرها إذا صدقت النيات وقويت العزائم وتوحدت الجهود واجتمع حماس الشباب وحكمة الشيوخ وساد الصبر على التضحيات فعمر الامم لا يقاس بعمر الافراد.