تصريح مسؤول أن “معارضة المدونة” يقف وراءها الإسلاميون كلام “غير مسؤول”
هوية بريس – متابعات
قال الدكتور إدريس الكنبوري “خلال الأسابيع الأخيرة ظهرت مبادرات عدة في المغرب للمطالبة بتعديل مدونة الأسرة؛ حركة تدعى “هي” وأخرى اسمها “بغاتها الوقت” وأخرى غيرهما؛ واستفادت هذه المبادرات من تغطيات إعلامية واسعة؛ علاوة على أنها تحظى بدعم دولي ممثل في الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والحركة النسائية العالمية”.
وكشف المحلل السياسي المغربي أن هذه “المطالب لم تعد تقتصر على تعديل المدونة؛ بل وصلت إلى المطالبة ب”التغيير الجذري والشامل”؛ وعندما ننظر إلى التشكيلة البشرية لهذه المبادرات نفهم أن المطلوب مسح المدونة الحالية تماما مع الإبقاء على كلمة “مدونة”؛ كنوع من الاحترام.
الهدف من هذه المبادرات ممارسة الضغط السياسي والإعلامي؛ بحيث لا تكفي عشرات الجمعيات النسائية؛ بل تضاف إليها تكتلات ووقفات احتجاجية في الشارع كما أعلنت “هي” عن وقفة اليوم بالدار البيضاء.
ويتصرف هؤلاء وكأن هناك طرفا مقابلا يقف ضدهم؛ بينما الطريق مفتوحة بحيث لا توجد مبادرات مضادة؛ وهذا يعني أن المغاربة الرافضين لهذا الضغط يثقون في الدولة والمؤسسات ولا يمارسون الابتزاز”.
وعقب الكاتب والروائي المغربي في تدوينة له على صفحته بالفيسبوك “خلف هذه التكتلات يوجد إخراج مسرحي؛ فقد صرح مسؤول حكومي بأن معارضة تعديل المدونة أو الحريات الفردية يقف وراءها الإسلاميون الذين يبحثون عن ورقة يعودون بها إلى الشارع؛ وهذا كلام غير مسؤول لأنه يحول القضية إلى صراع سياسي فقط لا علاقة له بالمجتمع.
ليس الإسلاميون من يرفض هذه المطالب الجذرية بل المجتمع؛ ولكن لأن هؤلاء لا ينصتون إلى المجتمع ولا يهتمون به يعتقدون أن الأمر بينهم وبين الإسلاميين فقط؛ ولا يدركون بأن الإسلاميين لا يمثلون جميع المغاربة ولا نصفهم ولا الثلث ولا الربع؛ وأنهم هم أيضا لا يمثلون ثلاثة أرباع الربع ولا ربع ثلث الربع ولا ثلث الخمس من ربع الثمن”.
وختم الكنبوري تعليقه بقوله “المجتمعات الديمقراطية الحقيقية تقوم على التمثيلية الاجتماعية التي تنعكس على التمثيل السياسي؛ ولكن في مجتمعنا التمثيل السياسي يقوم على احتكار الإعلام والمبادرات الشكلية دون امتداد اجتماعي؛ لذلك فإن هذه المبادرات لا تعبر عن مناخ الحرية والديمقراطية كما قد يعتقد المراقب الأجنبي؛ بل تعبر عن العكس تماما؛ عن مناخ الاقتحام لا مناخ الحرية”.