تشهد الولايات المتحدة اليوم الثلاثاء محطة مهمة في مسار الانتخابات التمهيدية للرئاسيات المتوقع إجراؤها في الثامن من تشرين الثاني نوفمبر المقبل وهي “الثلاثاء الكبير”.
ويعتبر الثلاثاء الكبير يوما مصيريا لأنه غالبا ما يشهد بعض الانسحابات ونشأة تحالفات بين المرشحين، كما يعطي مؤشرا على المرشح الذي سيتم اختياره في كلا الحزبين، بسبب عدد الولايات التي ستحسم خيارها خلاله، وفقا لفرانس برس. وتجري الانتخابات خلال “الثلاثاء الكبير” في 14 ولاية ومنطقة أمريكية، يتم خلالها اختيار أكثر من 1000 مندوب من الحزب الديمقراطي و600 مندوب من الحزب الجمهوري يتعهدون بتأييد واحد أو آخر من المرشحين للرئاسة.
وفي حين أن المرشح الديمقراطي يحتاج إلى أصوات 2382 مندوبا للفوز بترشيح الحزب له، فإن المرشح الجمهوري يحتاج إلى 1237 مندوبا فقط. ولذا فإن يوم الثلاثاء الكبير يلعب دورا كبيرا في اختيار حامل لواء كل حزب.
وتعد ولاية تكساس أكبر عدد من المندوبين المعنيين بالانتخابات (222 للديمقراطيين و155 للجمهوريين) في حين تعد ألاسكا وفيرمونت أدنى عدد من المندوبين، وفقا لفرانس برس.
كما تكمن أهمية هذا اليوم في تضييق مجال المتنافسين للفوز بتأييد الحزب الذي ينتمون إليه حسب ما نقله موقع “شا أمريكا” التابع لوزارة الخارجية الأمريكية إذ من المتوقع أن ينسحب من السباق عدد من المرشحين الذين لم يحققوا سوى مكاسب قليلة في منافسات تلك الولايات 14، إما لأنهم استنتجوا أنهم لن يتمكنوا من الفوز، أو لأنهم سيجدون صعوبة أكبر في استقطاب المتطوعين وجمع الأموال للحملة الانتخابية أو حتى في اجتذاب التغطية الإعلامية.
وتبدو حظوظ هيلاري كلينتون إلى الآن قوية للفوز بترشيح الحزب الديمقراطي إثر فوزها بولايات مهمة آخرها ولاية كارولينا التي حظيت فيها بتأييد أكثر من 86% من أصوات الناخبين.
أما في معسكر الجمهوريين فيواصل المرشحون مهاجمة الملياردير المثير للجدل “دونالد ترامب” لوقف تقدمه قبل فوات الأوان. وتهدف الانتخابات التمهيدية والمجالس الانتخابية في الولايات المتحدة إلى انتخاب مندوبي كل من الحزبين إلى المؤتمرين الحزبيين على مستوى الوطن اللذين يعقدان بين 18 و21 يوليو في كليفلاند (أوهايو، شمال) للجمهوريين، وبين 25 و28 يوليو في فيلادلفيا (بنسيلفانيا، شرق) للديمقراطيين.
ويقوم الحزب في مؤتمره على مستوى الوطن بتعيين مرشحه للرئاسة الذي يكون فاز في الانتخابات التمهيدية والمجالس. ويبلغ العدد الإجمالي للمندوبين الجمهوريين 2472، ما يعني أن أول مرشح يتخطى عتبة 1247 مندوبا يفوز بترشيح الحزب.
أما الحزب الديمقراطي فله 4763 مندوبا، ويتحتم بالتالي على المرشح تخطي عتبة 2382 لنيل ترشيح الحزب.