تفاصيل تُكشف لأول مرة عن اعتقال ومحاكمة صدام حسين.. خدروه قبل اعتقاله
هوية بريس – وكالات
كشفت المحامية بشرى خليل، الأربعاء 29 ديسمبر 2021، تفاصيل جديدة عن محاكمة الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، بالتزامن مع ذكرى وفاته، إذ قالت إن واشنطن مارس ضغوطاً على فريق الدفاع لتوجيه المحاكمة أمام المحكمة الخاصة، كما تحدثت لأول مرة عن دعم زعيم عربي للرئيس صدام حسين.
المحامية قالت في حديث لوكالة “نوفوستي” الروسية: “لقد تعرضت لضغط كبير من جانب الأمريكيين، بصراحة خفت أن يقتلوني؛ لأن عدة محامين تعرضوا للقتل، وآخرهم كان خميس عبيدي”. كما أشارت المحامية إلى أن القاضي طردها عدة مرات من قاعة المحاكمة.
خليل قالت: “في المرة الأخيرة جاء أمريكي وسألني هل أرغب في العودة، واستمرت المفاوضات بيننا من الساعة 6 إلى 11، وفي النهاية سألني مرة أخرى إذا كنت أرغب في العودة إلى المحكمة، فقلت نعم. وعندها قال إنني يجب أن ألتزم الصمت، مثل أصدقائي، وهذا يشير إلى أنهم فعلوا كل شيء للحفاظ على المحاكمة وفق تنظيمهم”. ووفقاً لها، مارس الأمريكيون الضغوط في المحكمة نفسها، و”كانوا مسؤولين عن كل شيء، وقاموا بتوجيه وإدارة العملية”.
وقالت خليل إن فريق الدفاع أدرك أن قضاة أمريكيين يشاركون في عملية المحاكمة، ويقومون بتوجيهها، ويرسلون رسائل وتوجيهات إلى القاضي من خلال ضابط الأمن.
دعم القذافي لصدام حسين
المحامية بشرى خليل كشفت كذلك أن زعيم ليبيا السابق معمر القذافي ورئيس اليمن السابق علي عبد الله صالح ساهما بتمويل لجنة محامين دافعت عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين، ومقرّها عمّان. وأضافت خليل: “أما بالنسبة لتكاليف هيئة المحامين، فقد تبرع الرئيس القذافي بالمبلغ للسيدة رغد، التي كانت تعمل في مكتب اللجنة في عمّان، كما تبرع الرئيس علي عبد الله صالح بمبلغ من المال”.
تفاصيل جديدة عن اعتقال صدام حسين
وفي سياق متصل كشف مترجم عراقي متعاون مع واشنطن، طلب عدم الكشف عن هويته خوفاً على سلامته، أن الجيش الأمريكي استخدم أثناء اعتقال الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين بودرة مخدرة.
وقال المترجم الذي رافق الجيش الأمريكي لاعتقال صدام حسين إنه بعد حوالي ثمانية أشهر من بداية عمله، تلقى الجانب الأمريكي معلومات سرية للغاية عن المكان الذي كان يختبئ فيه صدام حسين في منطقة الدور بمحافظة صلاح الدين.
وأضاف أن المعلومات السرية التي وصلت للجيش الأمريكي أفادت بأن أحد أقارب حراس صدام كشف عن مكانه بعد مراقبته لحارس كان ينقل الطعام إلى صدام. وتابع المترجم أن ما كشف أمره هو اقتناؤه لسلع وبضائع غالية في وقت كان الوضع الاقتصادي بالبلاد متدهور وبعد المراقبة تبين “كل شيء”.
وتحركت واشنطن إذ قامت بإرسال وحدة من القوات الخاصة الأمريكية إلى الموقع، ولم يسمح للمترجم نفسه بالاقتراب لأنه لم يكن يرتدي قناعاً ضد الغازات. بعد ذلك تم بخ غاز منوم في منطقة تنفيذ العملية، وقال المترجم: “تم إخراج العديد من الأشخاص من هناك. وبينهم كان صدام حسين، ولم يسمحوا لنا بالاقتراب منه”.
وقال المترجم إنه بعد اعتقال صدام قام العسكريون الأمريكيون بسرقة قسم كبير من الأحذية والساعات والملابس وحتى الطعام الذي عثر عليها في الغرفة حيث كان يختبأ صدام حسين.
وفي 30 ديسمبر 2006، وبالتزامن مع عيد الأضحى أُعدم الرئيس الذي حكم العراق بقبضة من حديد شنقاً، وفي الليلة نفسها أجبرت الحكومة العراقية عائلة صدام، التي تسلمت الجثة، على دفنها سريعاً في قريته “دون تأخير لأي سبب كان”، وفق وثيقة رسمية، وبالفعل فقد دفن داخل قاعة استقبال كان قد بناها بنفسه في بلدة العوجة، من دون ضجة.