ثمة فرق بين الستر والتساتر “قضية الإفطار نهار رمضان في مقهى من مقاهي الدار البيضاء”
هوية بريس – ذ.محمد بوقنطار
أن يجتمع أناس على موعد محدّد سلفا فثمة تنسيق ولا صدفة، وأن يتواعدوا على مكان واحد المعهود فيه أنه يوصد أبوابه ويعطل خدماته في نهار رمضان فثمة تخطيط ولا ارتجالية، وأن يسمح صاحب المكان “مقهى عمومي” لهؤلاء بارتكاب تلكم الكبيرة فثمة تواطؤ ولا براءة أو حيادية..
إن تنزيل هذه الواقعة الآثم أهلها على مناط الستر الذي لا يمكن أن تنتهك حرمته تحت أي طائلة، والذي نعني به أن عينا من أيّها الناس أوصدت عليها باب منزلها ثم انتهكت حرمة الصيام، فمضمضت الماء ثم مجته أو شربته ومسحت فمها وخرجت تمشي بين الناس في غير إعلان لذنبها، هو تنزيل فاسد يركب صهوة السذاجة، ويقدم بين يدي ظلم المعتدين واعتسافهم مظلومية وتباك يرفعونه في وجه الحق، فيتهمه أو يُلبسه المتهارشون في بهتان طافح مسلاخ محاكم التفتيش.
إن علة الفارق كامنة في كون ارتكاب هذا الذنب يمرر بشكل شبه جماعي، في مكان شبه عمومي، إذ ما فتئ المرتكبون يفزعون فيه إلى التكتل شبه المؤسساتي، كما يفزع وفزع الشواذ واللادينيون وبعض المنظمات النسائية الشاذة الفكر والاتجاه من ذي قبل.
إن الباطل لا يبرح مكانه ولا يستقر على حجمه الأول، وإنما يطفق في اكتساح وتغول وتصوّل باسطا شماله على المكتسبات تلو المكتسبات، حتى يصير الباطل مكان الحق ويلبسه أدرانه، ولا ريب أن وراء الأكمة ما وراءها، نسأل الله أن يحدّ البأس، وأن يكف أيدي المعتدين، وأن يجعل كيد الكائدين في نحورهم، وأن يهدينا وإياهم إلى سواء السبيل آمين.