جدل وانتقادات بسبب امرأة غير محجبة تعلم القرآن على قناة السادسة

21 نوفمبر 2025 11:20

جدل وانتقادات بسبب امرأة غير محجبة تعلم القرآن على قناة السادسة

هوية بريس – متابعات

أثارت حلقة حديثة من برنامج تعليم القرآن الكريم على قناة محمد السادس للقرآن الكريم جدلا واسعا في الوسط الديني والأكاديمي المغربي، بعد ظهور مقدمة الحلقة، وهي امرأة غير محجبة، تقدم الدروس المتعلقة بكتاب الله، وهو ما اعتبره عدد من العلماء والأكاديميين خرقا للأعراف والأحكام الشرعية المعمول بها في المذهب المالكي وباقي المذاهب الإسلامية الأخرى.

الجدل لم يقتصر على مجرد المظهر الخارجي للمقدمة، بل امتد إلى النقاش حول تمثيل القناة للتدين المغربي الرسمي، الذي يستند إلى الفقه المالكي والعقيدة الأشعرية والطريقة الجنيدية في السلوك.

في هذا الصدد، علق الدكتور والفقيه المغربي الحسن بن علي الكتاني قائلاً: “ما هذه الفضيحة في القناة السادسة التي تمثل التدين المغربي الرسمي (المالكي الأشعري الجنيدي) امرأة متبرجة بلباس إفرنجي تعلم الناس كتاب الله الذي يأمرها بالحجاب والستر!!! ما قول المالكية في هذا؟ وهل يرضي الأشعرية والصوفية؟؟؟”.

من جهته، اعتبر الأكاديمي والباحث محمد عوام أن المشهد يعكس ازدواجية في التطبيق الفعلي للفقه والعقيدة، قائلا: “هم يؤمنون بالشعرية التي يطبخونها أكثر من الأشعرية، وبالصوف الذي يلبسونه أكثر من التصوف، أما مالك فلا مكانة له عندهم، وخير دليل هو الواقع، أين نحن من ثوابت المملكة التي يصدعون بها الرؤوس، وينفقون من أجلها الأموال كما يزعمون”.

وأضاف “أما المرأة المتبرجة هداها الله فقد سبق للقناة أن أفتى مفتيها البارع ما شاء الله بفتح فقهي جديد، وهو إخراج الزكاة عن الحشيشة والقنب الهندي، ولا أحد من العلماء الرسميين أنكر عليه، كما سكتوا عن فتوى الإمام السكنفل بشراء الأضحية بالاقتراض من البنك، ووزيرهم الحاج التوقيف، الذي أتوقع ولو ظنا وتخمينا أن يرشح فيما بعد لجائزة نوبل لتوقيف الأئمة والخطباء، فقد أباح الربا المحرم بحجة عدم إحراج ضمير المسلمين، لأنه يلزم من هذا أن الله تعالى الخالق سبحانه والعليم بما يصلح لعباده، وتشريعاته كلها رحمة ونعمة وحكمة أحرج عباده بتحريم الربا، ونستغفر الله من هذا القول والاعتقاد الفاسد، حتى جاءنا العلامة الفهامة التوقيفي ليرفع عن العباد العنت والحرج، فيريح بذلك ضميرهم!!!! رأي إفولكي على حد تعبير إخواننا الأمازيغ، لكن لا مكانة له في الشريعة”.

كما شدد د.عوام على أن “تبني المذهبية سواء الفقهية أو العقدية أو الصوفية من غير تفعيلها في واقع الناس، فما إخاله إلا من باب التسويق وتأثيث المشهد والديكور. وما ظنك بمن يعطل الشريعة الإسلامية المتضمنة للأحكام الإلهية القطعية، في كل المجالات أتراه يأبه بعقد الأشعري، وفقه مالك، وطريقة الجنيد السالك؟!!”.

هذا وتؤكد هذه التصريحات أن الجدل يتجاوز المظهر الخارجي، ليشمل تساؤلات حول الالتزام الفعلي بالضوابط الشرعية التي تمثلها القناة والتي تمول من المال العام، ومدى ملاءمة محتواها للتعاليم الإسلامية الثابتة في المذهب المالكي.

وتأتي هذه الحوادث لتؤكد ما يراه كثير من المراقبين من إخلال بالضوابط الشرعية في مؤسسات دينية رسمية أو شبه رسمية بالمغرب. فبالإضافة إلى الجدل حول ظهور امرأة غير محجبة تقدم دروس القرآن على قناة محمد السادس، أثارت صور قبل حوالي سنتين ونصف، لامرأة غير محجبة اعتلت كرسيا داخل زاوية عبد القادر الفاسي الفهري بفاس، لإلقاء محاضرة حول “حقوق الإنسان والتراث”، موجة انتقادات واسعة من علماء ودعاة.

هذه الأحداث تشدد على ضرورة ضبط المحتوى الديني في القنوات الرسمية والمراكز التعليمية التابعة للوزارة، بما يحفظ قدسية المقرات الدينية، ويضمن الالتزام بأحكام الشرع في المظهر والسلوك، حماية لمصداقية المؤسسات، ولثقة الجمهور المغربي في تعليم الدين الصحيح.

آخر اﻷخبار

التعليق


حالة الطقس
8°
19°
السبت
20°
أحد
20°
الإثنين
19°
الثلاثاء

كاريكاتير

حديث الصورة