حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي.. في 3 فبراير..

03 فبراير 2022 21:15

هوية بريس- نور الهدى القروبي

لا خير في أمة تجهل تاريخها، ولا حاضر لها ولا مستقبل، إذا هي أهملت ماضيها وانشغلت عن دراسته وقراءته بالأحداث اليومية. لا بد من تعليل التاريخ، ولا بد قبل ذلك من معرفة أحداثه كما وقعت، لا كما يتأول فيها المتأولون خاضعين لأهوائهم وتقلباتهم النفسية.

نحاول، في هذا الركن “حدث في مثل هذا اليوم من التاريخ الإسلامي”، رصد الأحداث التي شهدها نفس اليوم، على مر السنين، من تاريخ المسلمين.

نرصد، في هذا الركن، مواليد ووفيات أعيانهم، هزائمهم وانتصاراتهم، مؤتمراتهم وملتقياتهم، أخبار دولهم ومجتمعاتهم.

فيعيش القارئ، من خلال هذا الركن، اليوم بطعم الماضي، واللحظة الآنية بطعم حضارة كبرى، تلك هي الحضارة الإسلامية التي أشرقت فيها الشمس يوما وأشعت، ثم أفلت عنها بعد حين وغربت، والأمل في الله كبير.

تولي عبد الرحمن الناصر الحكم في الأندلس

في مثل هذا اليوم 03 فبراير من عام، 912 تولى عبد الرحمن الناصر لدين الله أو عبد الرحمن الثالث الحكم في الأندلس، فكان ثامن أمراء أمويي الأندلس، وأول من تسمى بأمير المؤمنين وخليفة المسلمين في عهد الدولة الاموية في بالأندلس، ويعتبر أقوى الأمراء، وكان عصره من العصور الذهبية حيث اشتهرت قرطبة وجامعتها الشهيرة في زمانه بمنارة العلم والعلماء. ودام حكمه ما يزيد على خمسين سنة بما في ذلك مدة خلافته.
ولد عبد الرحمن الناصر في الأندلس في 2 يناير 891 م، واعتنى بتربيته جده لأبيه بعد وفاة والده وهو صغير. تولى إمارة الأندلس بعد وفاة جده وكان عمره 22 سنة، فتطلعت الأنظار نحو هذا الشاب وتعلقت الآمال به، فاستطاع توحيد الأندلس بعد التمزق، وأعاد لها القوة والعظمة.
استطاع عبد الرحمن أيضًا أن يجمع بين شخصية القائد العسكري المحنك والسياسي الداهية ورجل الدولة والإدارة اللبيب، وهي الصفات التي لم يسبق أن اجتمعت في حاكم للأندلس منذ عهد جده الأمير عبد الرحمن الداخل. وكانت سياسته ترمي أولاً إلى تركيز السلطة في يده، وتوحيد الأندلس على غرار ما كانت عليه في عهد خلفاء بني أمية الأقوياء. واتخذ سياسة تقوم على الترغيب والترهيب. فكاتب أمراء البلاد، فبايعه بعضهم، وأعد حملة خرج على رأسها لقهر الخارجين عليه، وافتتح ما يقرب من ثلاثمائة حصنٍ خلال نصف شهر. وقضى على أخطر المعارضين له. وتلقب بألقاب الخلافة عام 929م، ليوطد مركزه داخل الأندلس وخارجها، واستعد لصد الفاطميين بالمغرب عندما هموا بغزو الأندلس، فانصرفوا إلى فتح مصر. وواجه خطر الممالك النصرانية شمالي الأندلس، وتمكن بعد معارك دامية من الانتصار على مملكتي ليون ونبرة، وصالحته الممالك النصرانية، ووفدت عليه سفاراتها، ومن بينها وأعظمها سفارة بيزنطة عام 949م.
غدت قرطبة في عهد الناصر واحدة من أعظم مدن العالم، بل ونافست بغداد في بهائها وعظمتها وفخامتها، واتسعت حتى بلغ عدد سكانها في عهد عبد الرحمن الناصر نحو نصف مليون نسمة، وشرطتها 4,300 شرطي، وبها 3,837 مسجدا، ومائة وثلاثة عشر ألف دار، ونحو ثلاثمائة حمام عام، وأرباضها ثمانية وعشرون ربضًا حول المدينة، ولها سبعة أبواب، كما كثرت بها القصور والمتنزهات الفخمة، فبلغت شهرة قرطبة حينئذ الآفاق. وقد اهتم عبد الرحمن الناصر بالعمارة والبناء أيما اهتمام حتى أنه خصص ثلث الخراج كل عام لهذا الشأن.
ومن جملة أعماله في هذا الشأن، بناؤه لقصر منيف إلى جوار القصر الزاهر في قرطبة – الذي كان مقامًا للملك – سمّاه “دار الروضة”، جلب له الماء في مجاري تنبع من رؤوس الجبال، وقد جلب له في بنائه آلاف العمال والفنانين من شتى البقاع. كما أنشأ الناصر عددًا من المتنزهات العظيمة في ظاهر قرطبة، جلب لها أيضًا الماء من الجبال.
ويعد تأسيس مدينة الزهراء أعظم أعمال عبد الرحمن الناصر في مجال العمارة والبناء. حيث بنيت مدينة الزهراء شمالي غرب قرطبة بنحو خمسة أميال، لتكون قاعدة ملكية جديدة بعدما ضجت قرطبة بساكنيها وازدحموا بها.
قضى عبد الرحمن الناصر العامين الأخيرين من حياته في صراع مع المرض، وتوفي في 15 أكتوبر عام 961م، بعد أن أمضى خمسين عامًا في حكم الأندلس، استطاع خلالها بحزمه وصرامته وحنكته وبعد نظره أن يعيد توحيد البلاد تحت سلطة فعلية للأمير، وأصبحت الأندلس في عصره دولة مهابة الجانب، يطلب ملوك أوروبا القاصي منهم والداني ود عبد الرحمن وصداقته، وتخشى الممالك المسيحية المجاورة لدولته مخافة بأسه وبطشه، فاستعاد بذلك للإسلام عزه في تلك البلاد النائية.
ترك عبد الرحمن الناصر تأريخًا وجد بعد وفاته بخط يده كتب فيه: ««أيام السرور التي صفت لي دون تكدير في مدة سلطاني، يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا» فعدت تلك الأيام فوجدت أربعة عشر يومًا.

أحداث أخرى وقعت في 03 فبراير

1451 – بعد وفاة والده مراد الثاني، السلطان محمد الثاني الفاتح يرث عرش الدولة العثمانية.
1509 – معركة ديو، احدى أهم المعارك البحرية في تاريخ البشرية، ووقعت قبالة الساحل الغربي للهند وفيها هزمت البرتغال أسطولاً مصرياً (مدعوماً من العثمانيين وغجرات الهندية) منهية سيطرة العرب والمسلمين على طرق التجارة العالمية وليبدأ عصر انحطاط الحضارة الإسلامية إلى يومنا هذا.
1522 – طليطلة تستسلم لقوات كارلوس الأول أثناء ثورة الكومونيروس.
1915 – عرب ح.ع.1: معركة رمانة: القوات التركية بقيادة ألمانية تعبر قناة السويس من سيناء. المدفعية المصرية والبوارج البريطانية والفرنسية تنتظر عبورهم ثم تقتل 1500 جندي عثماني وترد باقي الجيش. الأتراك تعجّبوا لأن خصمهم كان يرتدي الطربوش مثلهم. منح ملك انجلترا وسام صليب فيكتوريا للقائد المصري علي زكي والملازم أول خليل جبور.
1969 – ياسر عرفات يصبح رئيسا لمنظمة التحرير الفلسطينية في اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني بالقاهرة. وكان قبل عام من ذلك التاريخ تقريبا قد اشتهر في معركة الكرامة حيث تصدى فصيل غير كبير من الفلسطينيين لوحدات الجيش “الإسرائيلي”. وبعد انتخابه رئيسا للجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية أصبح عرفات أيضا قائداً لقوات الثورة الفلسطينية. ومن ذلك الحين أخذت الأقطار العربية تستقبله على أرفع مستوى.
2004 -وجهت 44 دولة من أعضاء الأمم المتحدة، بما فيها روسيا، طلباً تحريرياً إلى المحكمة العدل الدولية بشأن بناء ما يسمى بالجدار العازل من قبل “اسرائيل”. هذا الجدار الذي يبلغ ارتفاعه ثمانية أمتار وطوله أكثر من سبعمائة كيلومتر يمتد على خط الفصل الذي كان قبل العدوان الإسرائيلي عام 1967 وقد اقتطعت بالفعل قسماً من الأراضي الفلسطينية في الكثير من الاماكن.
2006 – العبارة “السلام بوكاتشيو 98” تغرق في البحر الأحمر ومعها 1,300 راكب مصري.

آخر اﻷخبار

التعليق

اﻷكثر مشاهدة

حالة الطقس
18°

كاريكاتير

حديث الصورة

128M512M