حرائق الغابات .. تعاطف مغربي واسع مع “الأشقاء الجزائريين”..
هوية بريس – متابعات
أعرب إعلاميون وناشطون مغاربة على منصات التواصل الاجتماعي عن تعاطفهم مع أشقائهم الجزائريين على خلفية الحرائق التي اجتاحت ولايات جزائرية منذ الاثنين، وأسفرت في آخر حصيلة معلنة عن مقتل 65 شخصا.
ودعا المغاربة الحكومة المغربية إلى “أخذ المبادرة” ومد يد العون للأشقاء في الجزائر، وتناسي الخلافات القائمة بين البلدين منذ سنوات.
وفيما تواصل فرق الحماية المدنية الجزائرية، مدعومة بقوات الجيش ومتطوعين، العمل على إخماد النيران، أعلن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون “حدادا وطنيا لمدة ثلاثة أيام ابتداء من الخميس”، بعد ارتفاع حصيلة ضحايا حرائق الغابات إلى 65 ضحية من بينهم 28 عسكريا و37 مدنيا، أغلبهم في ولاية تيزي وزو”.
وتداول ناشطون مغاربة وُسُوما (هاشتاغات) تدعو إلى الوقوف إلى جانب الشعب الجزائري في محنته.
وبحسب تصريح المتحدث باسم الحماية المدنية النقيب نسيم برناوي لتلفزيون “الشروق”، الأربعاء، فإن “عدد الحرائق التي لا تزال مشتعلة يبلغ 69 في 17 ولاية، منها 24 حريقا في تيزي وزو وحدها”.
وحذّر برناوي من أن “الرياح التي تهبّ حاليا يمكن أن تزيد من انتشار الحرائق”.
ودعا مغاربة إلى الاقتداء بتركيا واليونان عندما تناسيا خلافاتهما الدبلوماسية وأبديا استعدادهما لمواجهة تداعيات زلزال ضرب المنطقة.
واندلعت الحرائق التي تقول السلطات إنها “مفتعلة”، في منطقة القبائل في شمال شرق الجزائر، ثم اجتاحت كل المناطق الساحلية بشمال وسط وشرق البلاد، وصولا إلى ولاية الطارف الحدودية مع تونس التي شهدت بدورها اندلاع بعض الحرائق.
وعلى نطاق واسع تداولت وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب تدوينات وتغريدات تدعو بالرحمة لضحايا حرائق الجزائر وتتمنى نهاية الكارثة.
وتمنى بعض المغاربة أن تبادر السلطات المغربية إلى إرسال بعض طائرات الحرائق التي تمتلكها للمساعدة في إخماد حرائق تيزي وزو.
وفي تيزي وزو الجزائرية وحدها، ما زال رجال الإطفاء مدعومين بقوات الجيش على الأرض وبالمروحيات يعملون على إخماد 23 حريقا اندلعت منذ الاثنين في المنطقة الكثيفة بالسكان والمعروفة بجبالها وغاباتها، وفق ما أفاد مدير الغابات في ولاية تيزي وزو يوسف ولد محمد وسائل إعلام محلية الأربعاء.
وتشهد علاقات الجارين المغرب والجزائر توترا منذ عقود بسبب دعم الجزائر لجبهة البوليساريو الانفصالية.
وسجل فصل جديد من التوتر قبل أسبوعين حين استدعت الجزائر سفيرها في الرباط للتشاور، على خلفية إعلان سفير المغرب لدى الأمم المتحدة دعم “حركة استقلال منطقة القبائل” الجزائرية. وهو الإعلان الذي جاء ردا على إثارة وزير خارجية الجزائر رمطان العمامرة قضية الصحراء في اجتماع لحركة عدم الانحياز.
وتضم الجزائر، وهي أكبر دولة إفريقية، 4,1 ملايين هكتار من الغابات فقط مع نسبة إعادة تشجير متدنية بلغت 1,76%.
وتشهد البلاد حرائق غابات سنويا، وقد أتت النيران العام 2020 على حوالي 44 ألف هكتار.
وتفاقمت ظاهرة الحرائق في عدد من دول العالم مؤخرا، وهي ترتبط بعناصر مختلفة توقعها العلماء، لا سيما ظاهرة الاحتباس الحراري. وتعتبر الزيادة في درجات الحرارة وانخفاض هطول الأمطار مزيجًا مثاليًا لتطور الحرائق.