حماس تغير قواعد اللعب.. وغزة تستعصي أكثر فأكثر على الصهاينة

هوية بريس – إلياس العمراني

قواعد اللعبة تغيرت بشكل كبير ومتسارع، فصائل المقاومة باتت اليوم تمتلك أسلحة نوعية وأساليب حرب مختلفة وطرق تسيير معارك تلعب على أعصاب الخصم، صواريخ الكورنيت تعني دفع العدو الصهيوني 5 كيلومترات للوراء وجعل تفوقه البري مجرد حكاية قديمة وحبرا على ورق ما دامت تلك الصواريخ ومثيلاتها قادرة على تدمير دبابة التفوق الصهيوني (ميركافا) من على بعد 4 أو 5 كيلومترات، والمصيبة العظمى أن تقوم حماس بتركيبها ذاتيا عن طريق استيراد الأجزاء الإلكترونية ثم النسخ مما يعني القدرة على تطويرها وإنتاجها بشكل متسلسل وبالتالي اختراق الحواجز الصهيونية والوصول إلى عقر دار المستوطنين، ثم هناك أسراب الطائرات بدون طيار المحملة بالصواريخ الموجهة بصريا والتي تطير على علو منخفض جدا لتجنب أنظمة الدفاع الجوي كنظام القبة الحديدية الذي أبدى فشله في مناسبات عديدة، ثم هناك آخر طرازات الصواريخ القسامية التي يقال أنها مزودة بالوقود الصلب الذي يمنحها سرعة كبيرة وانها موجهة بشكل مراوغ لتجنب الدفاعات الجوية الصهيونية مما يعني أن احتمال إصابة الهدف بات مضاعفا مما كان عليه من قبل.
وهناك مسألة أخرى والمتعلقة بطريقة رشق العدو بالصواريخ حيث يتم إرسال عشرات الصواريخ التمويهية (ليس بها شحنات تفجيرية أو نظام توجيه دقيق) التي تنهك نظام القبة الحديدية وتجعله يقذف جل صواريخه ثم بعد ذلك بدقائق يتم إرسال الصواريخ الحقيقية التي تصادف نظام الدفاع الجوي في لحظة إعادة تجهيزه من جديد مما يسمح لها الوصول لأهدافها دون إمكانية رصدها وإسقاطها.
وأما من جهة التسيير أي تسيير المعارك فاتفاق مختلف الفصائل على غرفة عمليات موحدة يجعل من هجمات المجاهدين أكثر قوة وحدة وفاعلية وتناسقا مع الوضع وأقل تعرضا للخسائر غير المتوقعة ويدفع أيضا إلى توحيد الجهود وتوفيرها لتحقيق بعض الأهداف المقررة سلفا دون حدوث تداخلات ونزاعات بينية.
كل هذه الإضافات النوعية المؤثرة وأخرى ما زالت في طي الكتمان ولعل أبرزها صواريخ ستريلا أو مانباد المحمولة على الكتف والتي تستهدف الأهداف الجوية البطيئة كالمروحيات والطائرات بدون طيار ستجعل من الكيان الصهيوني يغير كل خططه الحربية وأساليبه القتالية حتى لا يدخل في مستنقع قد يجعله يفقد بعض الأراضي المحاذية للقطاع لأول مرة منذ بدء الصراع مع حركة حماس وباقي الفصائل.